أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أولى حملاتها التوعوية والوقائية لعام 2019 للكشف المبكر عن سرطان الثدي، تحت شعار "بادري ولا تترددي"، بدءاً من مستشفى صقر بإمارة رأس الخيمة .
وجاء إطلاق حملة "بادري ولا تترددي" التي من المُقرر أن يتم تنفيذها بوتيرة دورية، استنادا إلى استراتيجية وزارة الصحة ووقاية المجتمع التي تحرص على رفد مجتمع دولة الإمارات بخدمات صحية متكاملة وشاملة ومتميزة ومبتكرة لضمان وقاية المجتمع من الأمراض، بما يتماشى مع "رؤية الإمارات 2021"، وتعزيزاً لثقافة الكشف المبكر كإحدى أولويات الأجندة الوطنية.
أهمية الكشف المبكر
وتم إطلاق هذه الحملة بناء على عدد من الاستراتيجيات الأساسية التي تتبناها الوزارة لخفض معدلات الوفيات من السرطان، وتعزيز الوعي والتمكين الصحي بأهمية الكشف المبكر عن مختلف أنواع مرض السرطان، التي يُمكن الوقاية منها أو اكتشافها مبكراً، مما يؤدي إلى التدخل العلاجي السريع، بالإضافة إلى تعزيز خدمات الدعم المجتمعي.
وتستهدف الحملة إجراء الفحوصات لجميع السيدات اللواتي يبلغن من العمر 40 سنة وما فوق، وخصوصاً اللواتي لم يقمن بإجراء الفحص منذ أكثر من عامين، حيث تشمل الحملة إجراء الفحوصات السريرية والفحص الاشعاعي (الماموغرام)، وذلك تحت إشراف طبي تخصصي مبني على المعايير والتوصيات العالمية.
تحقيق الأجندة الوطنية
وقال سعادة الدكتور يوسف السركال وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد لقطاع المستشفيات، إن إطلاق حملة "بادري ولا تترددي" يأتي في إطار جهود الوزارة لتحقيق الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 الرامية إلى تطبيق نظام صحي يستند إلى أعلى المعايير العالمية، وإلى ترسيخ الجانب الوقائي، وتخفيض معدل وأمراض السرطان. وهذه الانشطة سوف تدعم مبادرات الفحص الدوري الشامل "و الكشف المبكر عن السرطان"، وكذلك ضمن توجهها الاستراتيجي نحو تعزيز طرق الوقاية والتوعية لحماية المجتمع من الأمراض، داعياً أفراد ومؤسسات المجتمع إلى التفاعل مع الحملة لمكافحة سرطان الثدي على أوسع نطاق، مؤكداً على أهمية تضافر الجهود والشراكة والتعاون بين كافة الهيئات الصحية الحكومية وغير الحكومية لرفع الوعي المجتمعي حول هذا المرض.
وأضاف الدكتور السركال أن الحملة تعتبر واحدة من مبادرات الوزارة الموجهة للسيدات في الدولة خلال "عام التسامح"، الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله". كما تأتي تجسيداً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، بإنشاء المسرّعات الحكومية بهدف تحقيق أهداف الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021، وضمن جهود تطبيق المسرع الحكومي المتعلق بالمؤشر الوطني لخفض وفيات أمراض السرطان.
مرض قابل للشفاء
من جانبها، قالت الدكتور منى عبيد العيان استشاري جراحة عامة وجراحة ثدي، رئيس قسم الجراحة في مستشفى صقر الحكومي، إن مرض السرطان يُعد أحد أسباب الوفيات في دولة الإمارات، ويعتبر سرطان الثدي المرض الأكثر شيوعاً من نوعه بين نساء العالم، كما يُعد السبب الأول للوفيات الناجمة عن مرض السرطان عند النساء، لافتة إلى أنه أحد السرطانات التي يمكن الشفاء منها إن تم اكتشافها مبكراً.
وأضافت الدكتورة العيان أن هذه الحملة تهدف لتعزيز الوعي الصحي حول سرطان الثدي والوقاية منه، وحث النساء على المبادرة إلى زيارة العيادة للكشف والاطمئنان عن طريق عمل الفحص المبكر (الماموغرام)، مشيرة إلى أن إدارة الحملة تواصلت مع الجهات الاتحادية والمحلية ومؤسسات النفع العام في إمارة رأس الخيمة، كما تعمل على الترويج للحملة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لوزارة الصحة ووقاية المجتمع وبالتعاون مع رواد وسائل التواصل الاجتماعي.
وتتضمن حملة "بادري ولا تترددي" العديد من الأنشطة والفعاليات والبرامج التثقيفية التي تحث أفراد المجتمع على إجراء الفحص المبكر لسرطان الثدي. وتشمل تنفيذ عدد من الأنشطة التوعوية في المراكز الصحية التابعة للوزارة وعدد من الجهات والمؤسسات الحكومية في الدولة، حيث سيتمّ تقديم محاضرات وورش عمل توعوية عن السرطان وسبل الوقاية.
وتسعى الوزارة بشكل حثيث إلى رفع مستوى الوعي عند أفراد المجتمع بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي ووسائل الوقاية والمعالجة وعوامل الخطورة المسببة للإصابة وأهمية وسائل الفحص المبكر والاكتشاف والتشخيص، حيث يُعتبر سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم، ومن أهم خمسة أسباب للوفاة بين أنواع السرطان الأخرى.