شاركت دولة الإمارات ممثلة بوزارة الصحة ووقاية المجتمع في جلسة وزراء الصحة ضمن مجموعة العشرين العالمية G20، وضم الوفد الذي ترأسه معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، كلاً من سعادة الدكتور يوسف محمد السركال مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وسعادة ناصر خليفة البدور وكيل الوزارة المساعد مدير مكتب معالي الوزير. وشهد الاجتماع مشاركة عدة وزراء ومسؤولين في القطاع الصحي بالدول ال 20 والدول المدعوة وممثلين عن المنظمات الدولية المعنية.
وأكدت الحوارات تصميم دول مجموعة العشرين على إنهاء المرحلة الحالية من جائحة كوفيد-19 وتسريع التقدم في أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة، والتأكد من استعداد العالم لمواجهة الطوارئ الصحية في المستقبل واكتشافها والاستجابة لها. من خلال بذل الجهود لتعزيز الأمن الصحي العالمي ومشاركة خبرات دول العشرين على أوسع نطاق ممكن، لضمان تبني نهج يعزز قدرات الأنظمة الصحية وجعلها أكثر مرونة بهدف التعافي من تأثيرات الجائحة.
توجهات لإدارة وحوكمة الجائحة
واتفقت الوفود المشاركة على أهمية اعتماد نهج قائم على ضرورة الاستثمار في الرعاية الصحية، لتحقيق التغطية الصحية الشاملة واستدامتها، وتعزيز نظام رعاية صحية أولية قوي وشامل يمكن للجميع الوصول إليه. بالإضافة إلى أهمية خدمات الصحة النفسية ولا سيما في أوقات الطوارئ الصحية. مؤكدين العمل المشترك على ضمان التنفيذ الكامل للوائح الصحية الدولية ومراقبتها والامتثال لها ودعمها بشكل أفضل، بالإضافة إلى الاستثمار في تطوير وتحسين الإنذار المبكر حول حالات التفشي المحتملة، وتكثيف المبادرات البحثية وتعزيز نهج تقييم المخاطر.
مبادئ وتوصيات الصحة النفسية
كما انعقد على هامش الاجتماع الوزاري جلسة حول الصحة النفسية، تناولت تداعيات جائحة كوفيد-19 على الصحة النفسية للأفراد حول العالم، وآخر مستجداتها وانعكاساتها على أهداف التنمية المستدامة، حيث تضمنت المبادئ والتوصيات، تعزيز وتطبيق نهج شامل للمجتمع بأسره تجاه الصحة النفسية ولاسيما في ظل كوفيد-19، وأهمية التركيز على زيادة الدعم والحماية للعاملين في الخطوط الأمامية في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية، وتطبيق نهج للصحة النفسية من خلال الحلول المبتكرة والتكنولوجية والبيئات الرقمية.
دعم الإمارات للجهود الدولية
وأكد معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع أن مشاركة دولة الإمارات في جلسة وزراء الصحة لمجموعة العشرين، تأتي في إطار رؤية القيادة الحكيمة للدولة بأهمية دعم الجهود العالمية وتعزيز التعاون المشترك والتنسيق وتبادل الخبرات بين الدول المشاركة لمواجهة جائحة كوفيد-19، ولتمكين ودعم الأنظمة الصحية حول العالم من التعامل مع الطوارئ الصحية بكفاءة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجال الرعاية الصحية.
وجدد معاليه حرص دولة الإمارات على المشاركة الفعالة في جميع الاجتماعات التي تم عقدها، وتأدية دور محوري في الجهود الدولية لمواجهة جائحة كوفيد-19، حيث طرحت الإمارات عدداً من المبادرات ووجهات النظر، التي تساهم في تعزيز التعاون الدولي لاتخاذ إجراءات منسقة وذات تأثير جذري يسهم في احتواء جائحة "كوفيد-19" وذلك انطلاقاً من إيمان الدولة بأهمية تضافر الجهود واتباع نهج متعدد الأطراف لمعالجة القضايا العالمية، وهو النهج الذي تحرص الإمارات على ترسيخه الآن أكثر من أي وقت مضى. مشيداً معاليه بالنتائج المثمرة التي تحققت من خلال مناقشة التقارير المقدمة من الدول المشاركة، وإعداد توصيات محددة بموجبها والتي تساهم في تعزيز العمل الدولي المشترك لاحتواء تداعيات أزمة كوفيد-19.
وأبرز معالي العويس القدرات الاستثنائية التي برهنت عليها دولة الإمارات من خلال في إدارة وحوكمة الجائحة كنموذج يحتذى عالمياً، بفضل كفاءة منظومتها الصحية الوقائية واستباقيتها في اتخاذ الإجراءات والتدابير الحكيمة، بالإضافة للمرونة الوطنية التي طبقتها كافة قطاعات الدولة، وصدارة الإمارات العالمية في توفير اللقاحات، أسهمت هذه العناصر مجتمعة في ترسيخ المكتسبات الوطنية على جميع الصعد، وتعزيز الثقة والتفاؤل بدخول التعافي.
تجربة الإمارات الرائدة
وأوضح معالي الوزير أن الاجتماعات رفيعة المستوى التي انعقدت بين الدول العشرين، تعكس جدية وحرص الأعضاء على تكثيف أطر العمل المشترك والفاعل لمواجهة نتائج الجائحة وتحدياتها على التنمية الشاملة. لافتاً إلى أن دولة الإمارات وبناء على توجيهات ودعم القيادة الحكيمة تمضي بخطى ثابتة وواثقة نحو التعافي من كوفيد-19، مرتكزة على كفاءة المنظومة الصحية والاستراتيجية الفعالة والمتكاملة في المحافظة على مكتسبات الدولة على جميع الصعد، ضمن إطار وطني تشاركي بين مختلف مؤسسات الدولة.
وأضاف معالي العويس أن نجاح البرنامج الوطني للتطعيم في تقديم اللقاح لأكثر من 87% من إجمالي سكان دولة الإمارات بشكل مجاني لجميع الجنسيات. يعكس حجم الجهود المبذولة لحماية أفراد المجتمع. كما تحرص الإمارات على مواصلة مسيرتها الإنسانية في دعم المجتمعات التي امتدت لمختلف أقطار العالم، حيث تقود دولة الإمارات "ائتلاف الأمل" للإشراف على تنسيق عملية التوزيع الآمن لمليارات الجرعات من لقاح "كوفيد-19" حول العالم.