عقد مجلس وزارة الصحة ووقاية المجتمع للشباب (اليوم) حلقة شبابية مع مجلس شباب هيئة تنمية المجتمع في مكتبة الصفا العامة بدبي، تحت عنوان " الاضطرابات النفسية لدى اليافعين والوقاية من الانتحار"، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يصادف تاريخ 10 أكتوبر من كل عام، وذلك بحضور سعادة الدكتور يوسف محمد السركال الوكيل المساعد لقطاع المستشفيات، والدكتور سلطان أحمد الشريف رئيس مجلس وزارة الصحة ووقاية المجتمع للشباب، وهدى البستكي رئيس مجلس شباب هيئة تنمية المجتمع، ومشاركة أطباء ومتخصصين في المجال، وطلاب مدارس وجامعات ومتطوعين.
وتناولت الحلقة الشبابية التي حاضر فيها الدكتور مشعل سلطان استشاري الطب النفسي للأطفال واليافعين في مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، عدة محاور حيوية تتضمن مفهوم الاضطرابات النفسية لدى اليافعين، من ناحية الأسباب ووجهة نظرهم، وطرق علاج هذه الاضطرابات، بالإضافة إلى الحواجز والتحديات التي قد تعيق اليافع أو أولياء الأمر من طلب التقييم والعلاج، وعواقب عدم تلقي العلاج، بالإضافة إلى استعراض العوامل النفسية المؤدية للانتحار عند اليافعين، والدور الذي تؤديه الأسرة والمجتمع في الوقاية من الانتحار.
تأهيل الشباب نفسياً لقيادة المستقبل
كما استعرضت محاور الحلقة الشبابية سبل تعزيز ونشر أفضل التجارب والممارسات في مجال الصحة النفسية وإيصال رسائل إيجابية تُسهم في تعزيز الصحة النفسية للشباب، ودورهم في التنمية المستدامة ومسيرة المستقبل. بالإضافة إلى الدور الهام الذي يؤديه فتح قنوات التواصل بين المجالس الشبابية في الدولة، في إطلاق وتبني مبادرات تستند إلى أفكارهم المبدعة لتعزيز مشاركتهم المجتمعية. وليكونوا مستعدين وقادرين على تحمل المسؤوليات لقيادة المجتمع في المستقبل والإسهام في رفاهه وبناء مستقبل مستدام، بما يتوافق مع التوجهات المستقبلية للدولة.
جهود الوزارة في تعزيز الصحة النفسية للشباب
وأثنى الدكتور يوسف السركال على جهود مجلسي الشباب في الوزارة وهيئة تنمية المجتمع، واختيار موضوع الصحة النفسية للشباب كعنوان للحلقة الشبابية، مشيداً بالمستوى المتميز للمحاضرة والمداخلات والمتحاورين، وأشار إلى أن الوزارة تولي شريحة اليافعين والشباب أهمية خاصة في برامجها الصحية والنفسية، وتعمل بالتعاون مع المجتمع والجهات الحكومية المعنية، على تنفيذ برامج شاملة ومتكاملة لتعزيز صحة الشباب النفسية، تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة بأهمية الشباب وتمكينهم عن طريق مجالس الشباب ليكونوا روداً في بناء مستقبل الإمارات في مختلف قطاعات الدولة.
وأكد د يوسف حرص الوزارة على نشر الوعي وتقديم الدعم النفسي لليافعين والشباب لحمايتهم من الاضطرابات النفسية ومنها الانتحار، وتقديم التأهيل والعلاج للمرضى النفسيين، وتوفير الكوادر الطبية المتخصصة والعلاجات المناسبة، وتعزيز البحوث والمسوحات التشخيصية للاضطرابات النفسية الشائعة.
إذكاء الوعي لدى الشباب بالصحة النفسية
بدوره أشار الدكتور سلطان الشريف إلى أهمية عقد الحلقة الشبابية وتبادل الخبرات والمعارف والأفكار، ونشر رسائل التوعية وتعزيز ممارسات الصحة النفسية ذات العلاقة بالشباب وتطلعاتهم والتحديات التي يواجهونها، وذلك بهدف الخروج بأفكار مبتكرة والمشاركة الجماعية في التأثير الايجابي، لإذكاء الوعي لدى اليافعين والشباب، بسبل عنايتهم بصحتهم النفسية.
مشيراً إلى حرص المجلس على دعم المبادرات والبرامج التي تعلن عنها الوزارة والهادفة لتحسين الصحة النفسية للمجتمع عامة وفئة الشباب واليافعين خاصة وحمايتهم من الأفكار السلبية ولاسيما إيذاء الذات والانتحار، بمساعدة الأهالي والمجتمع والهيئات الحكومية المعنية، وتعاون قطاعات عدة، وتنفيذ برامج شاملة ومتكاملة ومعنية بصحة الشباب النفسية.
وثمّن التفاعل الإيجابي من قبل مجلس هيئة تنمية المجتمع للشباب، مؤكداً أهمية التعاون المشترك وتبادل الأفكار المبتكرة، وتقديم المبادرات الثنائية والوقوف على أهم التحديات التي تواجه الشباب، ووضع الحلول الكفيلة لحلها، تحقيقا لمتطلبات الأهداف الاستراتيجية للمجالس الشبابية في الدولة.
مناقشة وتبادل الأفكار
من جهتها أكدت هدى البستكي، رئيس مجلس شباب هيئة تنمية المجتمع أهمية التعاون مع المجالس الشبابية في مناقشة وتبادل الأفكار والمقترحات خاصة فيما يتعلق بالقضايا التي تؤرق المجتمع وتؤثر بشكل أو بآخر على الناشئة وجيل الشباب.
وقالت البستكي: "يمتلك الشباب إطلاعاً أكبر على القضايا والتحديات التي تؤرق جيلهم والتحديات التي يمر بها الناشئة والتي قد تبدو للأكبر سناً أمور بسيطة لا تستدعي البحث، وهنا تكمن خطورة الموضوع حيث ينشأ الشباب مع تحديات قد تكون مجتمعية أو نفسية تقف حائلاً دون تحقيقه للإنجازات والنجاحات المتوقعة منه، ويسعدنا اليوم المشاركة في هذه الحلقة التي تطرقت لإحدى أهم محاور التنمية الشخصية وهي الصحة النفسية، حيث أن لدينا الكثير لنناقشته وحلول متنوعة نأمل بأن تجد طريقها لليافعين".