أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الحملة السنوية الوطنية للتوعية بالإنفلونزا الموسمية تحت شعار "حصّن نفسك.. احمِ مجتمعك"، والتي تستمر إلى شهر مارس 2025 بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية ومركز أبوظبي للصحة العامة بدائرة الصحة أبوظبي، وهيئة الصحة بدبي ودبي الصحية، وذلك بهدف رفع مستوى الوعي المجتمعي وتعزيز سبل الوقاية والحد من مضاعفات المرض، كما تسعى لتحفيز أفراد المجتمع على تلقي التطعيم، إلى جانب رفع كفاءة العاملين الصحيين وتدريبهم على أحدث البروتوكولات العالمية في مجال الوقاية من الأمراض الموسمية ومكافحتها.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الوزارة في دبي، بحضور سعادة الدكتور حسين عبد الرحمن الرند وكيل الوزارة المساعد لقطاع الصحة العامة، والدكتور فيصل مصلح الأحبابي المدير التنفيذي لقطاع الأمراض المعدية بالإنابة في مركز أبوظبي للصحة العامة، والدكتورة شمسة لوتاه مدير إدارة الصحة العامة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، والدكتورة ليلى الجسمي رئيس قسم الأمراض السارية والتحصين في الوزارة، والدكتور عبد الله الرصاصي رئيس قسم الطب الوقائي في هيئة الصحة بدبي، إلى جانب الدكتور وليد محمد أبو حمور رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال في دبي الصحية.
الفئات المستهدفة
وتشمل الفئات المستهدفة بالحملة معظم أفراد المجتمع، بالتركيز على فئة الحوامل، والأفراد من 50 فما فوق، والمصابين بأمراض مزمنة، والأطفال دون 5 سنوات، والعاملين في المجال الصحي. وتشمل الحملة الاتصالية مجموعة متنوعة من المنصات الإعلامية، لنشر رسائلها التوعوية، بما في ذلك المنصات الرقمية للوزارة، والجهات الصحية، والصحف والمواقع الإلكترونية، والبرامج التلفزيونية والإذاعية، بالإضافة إلى إعداد مواد توعية مرئية للبث في القنوات التلفزيونية والمواقع الإخبارية، وتنظيم فعاليات مجتمعية في المراكز التجارية والمؤسسات التعليمية.
تغطية صحية شاملة
وأكد سعادة الدكتور حسين عبد الرحمن الرند، الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة في الوزارة، أن الحملة الوطنية للتوعية بالإنفلونزا الموسمية تأتي تطبيقاً للسياسة الوطنية للتحصينات التي تمثل إطاراً وطنياً لمكافحة الأمراض السارية ومنها الإنفلونزا الموسمية، في إطار استراتيجية الوزارة لرفع مستوى الصحة العامة لدى مجتمع وقائي واعي آمن وملتزم صحياً.
وأضاف سعادته: "نستهدف من خلال هذه الحملة تطوير استجابة النظام الصحي للأمراض التنفسية وتعزيز آليات الترصد، بفضل تكامل أداء الجهات الصحية والعمل بمنظومة صحية وطنية، من أجل تحسين نتائج المؤشر الاستراتيجي لنسبة التغطية بالتطعيمات وذلك من خلال إتاحتها في شبكة المرافق الصحية". كما نتطلع لتوظيف التقنيات المتقدمة والشراكات الاستراتيجية مع المنظمات الصحية الدولية والشركات الطبية العالمية".
وأوضح سعادته أن البرنامج الوطني للتحصين يمثل أوسع مظلة وقائية ترفع مستوى مناعة المجتمع، ضد الأمراض المعدية التي يتضمنها التطعيم، وتتضمن الفعاليات حملات تطعيم في المراكز الصحية والجهات الحكومية ومواقع متنقلة، لتوفير التطعيمات والتوعية بطرق الوقاية ومكافحة المرض في حال الإصابة، مشيراً إلى أن الحملة التوعوية للوقاية من الإنفلونزا الموسمية تمثل أحد العناصر الحيوية التي تعكس رؤية الوزارة في تحقيق مجتمع يتمتع بالصحة والرفاهية مما يساهم في رفع مستوى جودة الحياة وضمان استدامة الخدمات الصحية.
الوقاية خير من العلاج
وقال الدكتور فيصل الأحبابي المدير التنفيذي لقطاع الأمراض المعدية بالإنابة في مركز أبوظبي للصحة العامة، "انطلاقا من التزام المركز الراسخ ببناء مجتمع يتمتع بالصحة والسلامة، وإيمانًا منه بأن 'الوقاية خير من قنطار علاج'، يعمل مركز أبوظبي للصحة العامة بالتعاون مع الشركاء في القطاع الصحي لإطلاق الحملة السنوية الوطنية للتوعية بالإنفلونزا الموسمية وتكثيف الجهود المشتركة لتعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية اللقاح الذي يعدّ الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من الإنفلونزا والحد من مضاعفاتها، إلى جانب اتباع الإجراءات الوقائية للحد من انتشار عدوى الانفلونزا في المجتمع نوصي بالحصول على اللقاح السنوي لكل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر أو أكثر، وخاصة الفئات الأكثر عرضة، مثل كبار السن والحوامل والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة".
توفير اللقاح
فيما أكدت الدكتورة شمسة ماجد لوتاه مدير إدارة خدمات الصحة العامة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية جاهزية جميع منشآت المؤسسة واعتمادها لخطة شاملة ومتكاملة لكافة الخدمات الوقائية والعلاجية وتوفير اللقاح لكافة فئات المجتمع، وحرصت المؤسسة على تقديم باقة تثقيفية متنوعة لتوعية أفراد المجتمع بطرق الوقاية من الإنفلونزا وأسباب انتشارها.
وأضافت لوتاه أن مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية حققت تقدماً كبيراً على هذا الصعيد من خلال رفع جودة الخدمات الوقائية والعلاجية وتأهيل العاملين الصحيين، وتحث المؤسسة أفراد المجتمع لأخذ اللقاح واتباع الإجراءات الوقائية للحد من انتشار المرض لضمان سلامتهم.
فعالية التطعيم خلال 60 عاماً
بدورها أوضحت الدكتورة ليلى الجسمي رئيس قسم الأمراض السارية والتحصين في الوزارة، أن لقاح الإنفلونزا الموسمية أثبت فعاليته وأمانه على مدى 6 عقود في الوقاية من الإصابة بالإنفلونزا بنسبة نجاح عالية، كما يقلل من حدة مضاعفات المرض ونسب مراجعة المستشفيات. حيث يحتاج الجسم لمدة تصل إلى أسبوعين للحصول على المناعة من المرض. وأضافت: "نوصي بتلقي العاملين الصحيين للقاح لتقليل فرص نقل العدوى للمرضى وأفراد الأسرة".
الأمن الصحي
أكد الدكتور عبد الله محمد الرصاصي رئيس قسم الطب الوقائي في هيئة الصحة بدبي على الاهتمام البالغ الذي توليه الهيئة للمشاركة الفاعلة في هذه الحملة الوطنية لتحقيق الأمن الصحي لأفراد المجتمع، من خلال تعزيز جهود الوقاية من الأمراض المختلفة بما فيها الإنفلونزا الموسمية.
وأشاد الدكتور الرصاصي بتضافر الجهود بين مختلف الجهات الصحية على مستوى الدولة لتحقيق الأهداف المشتركة لهذه الحملة الوطنية، وأشار إلى أهمية اللقاحات ودورها الفاعل في الحد من مرض الإنفلونزا ومضاعفاته. مضيفاً " إن البرامج والأنشطة المتعددة التي ستنفذها هيئة الصحة بدبي تدعم أهداف الحملة للوصول إلى أكبر شريحة من أفراد المجتمع لتعزيز الصحة العامة كمسؤولية مشتركة بين الجهات الصحية وأفراد المجتمع.