أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع حملة توعوية بمناسبة "اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء البشرية"، تستمر ثمانية أيام، بهدف تثقيف أفراد المجتمع حول أهمية التبرع بالأعضاء والتعريف بالبرنامــج الوطنــي للتبــرع وزراعــة الأعضــاء والأنســجة البشريــة "حياة"، الذي يندرج ضمن توجهات الدولة لتكون نموذجاً يحتذى على المستويين الإقليمي والعالمي في مجال نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية.
وتأتي الحملة التوعوية بالتزامن مع اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء، الذي يصادف 13 أغسطس من كل عام، حيث تسلط الوزارة الضوء، من خلال الاحتفاء بهذه المناسبة، على ما حققته دولة الإمارات في تنظيم إجراء عمليات نقل وحفظ وزارعة الأعضاء والأنسجة البشرية، إلى جانب التقدم المنجز في نشر ثقافة التبرع بالأعضاء بين المواطنين والمقيمين في الدولة والازدياد في أعداد المتبرعين.
ويشارك البرنامــج الوطنــي للتبــرع وزراعــة الأعضــاء والأنســجة البشريــة "حياة" في الحملة من خلال تنفيذ جولات ميدانية في أوساط المجتمع تشمل عدداً من مراكز التسوق (المولات) في كل من أبوظبي والعين ودبي والشارقة، بالإضافة إلى عدد من الجهات الحكومية في الدولة.
جولات ميدانية لبرنامج "حياة"
وتشمل محطات الحملة في مراكز التسوق التي تستمر بين 13 و20 أغسطس المقبل، كُلاً من "ياس مول" و"جاليري مول" و"البوادي مول"، و"مول الإمارات" و"دبي فستيفال ستي" و"مردف ستي سنتر" و"ستي سنتر الشارقة"، في حين تشمل الجولات على الجهات الرسمية والخاصة كل من وزارات الصحة ووقاية المجتمع، والمالية، والتربية والتعليم، والخارجية، والقيادة العامة لشرطة دبي، وسلطة مدينة دبي الطبية، ومستشفى زايد العسكري، والمركز الطبي الباكستاني، ومستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال، على أن تكون أوقات الجولات على مراكز التسوق خلال أيام الأسبوع بين الساعة العاشرة صباحاً والعاشرة مساء، وأيام العطلة بين الساعة العاشرة صباحاً والثانية عشر ليلاً، بينما وقت الجولات على الجهات الحكومية بين الساعة الثامنة صباحاً والثالثة مساءً.
ويوفر برنامــج "حياة" الفرصة لكل فرد من سكان دولة الإمارات ممن تجاوز الـ 21 عاماً لإبداء رغبته في التبرع بأعضائه بعد الوفاة الدماغية، ويعد البرنامج حلاً للعديد من المرضى ويساعد على منحهم أملاً جديداً في الحياة، لما له من أثر إيجابي على حياة المتبرع والمتلقي. كما تسهم زراعة الأعضاء في تخفيف آلام المرضى وإنقاذ حياتهم، وتخفيف العبء على المستشفيات وخفض الإنفاق العلاجي، لاستثماره في البرامج الوقائية التطويرية.
فرصة للتواصل المباشر مع أفراد المجتمع
وأوضح سعادة الدكتور أمين حسين الأميري الوكيل المساعد لقطاع التنظيم الصحي في وزارة الصحة ووقاية المجتمع أن التوعية المستمرة بأهمية التبرع بالأعضاء تعد جزءاً أساسياً من الجهود الوطنية المبذولة لزيادة عدد المتبرعين وتوفير المزيد من الأعضاء للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو تلك التي تهدد حياتهم، مشيراً إلى أن الحملة بما تتضمنه من جولات توعوية تقدم فرصة للتواصل المباشر مع أفراد المجتمع وتوفير المعلومات الدقيقة حول التبرع بالأعضاء والإجراءات المتبعة والفوائد الصحية والإنسانية المرتبطة.
وأضاف سعادة الدكتور أمين الأميري: "إلى جانب تعزيز قيم التبرع بالأعضاء في المجتمع، فإن الحملة تستهدف توضيح الأفكار والمفاهيم حول التبرع بالأعضاء، من خلال تعزيز الحوار المفتوح والمناقشة بين الأفراد والعائلات والمجتمع وتوضيح الحقائق وتقديم المعلومات الصحيحة، ما يعزز ثقافة التبرع بالأعضاء وزيادة الوعي بأهميته في المساهمة بتحسين نوعية حياة المرضى، ومنهم المصابين بفشل الأعضاء وبأمراض القلب وفشل الكبد والكلى.
ولفت سعادة الأميري إلى أن دولة الإمارات تزخر بأفضل الإمكانات والقدرات التي تسهم بنجاح برنامج زراعة الأعضاء، من ناحية الكوادر الطبية والمنشآت الصحية والبنية التحتية التكنولوجية، والشراكات الدولية مع أعرق المؤسسات المتخصصة في مجال زراعة الأعضاء.
تفاعل إيجابي
بدورها قالت الدكتورة ماريا غوميز خبيرة زراعة الأعضاء مديرة المركز الوطني لتنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع: "تمثل حملة اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء البشرية فرصة مهمة لتسليط الضوء على أهمية التبرع بالأعضاء وتوعية المجتمع بفوائدها، حيث يؤدي البرنامــج الوطنــي للتبــرع وزراعــة الأعضــاء والأنســجة البشريــة (حياة)، دوراً رئيسياً في التوعية ونشر المعرفة بين مختلف أفراد المجتمع حول فوائد التبرع ودوره في إنقاذ حياة المرضى".
ولفتت الدكتورة غوميز إلى أن أحد أهم الأدوار الرئيسة التي تسعى الحملة إلى تحقيقها، هو توفير المعلومات الأساسية عن أهمية التبرع بالأعضاء ودورها في انقاذ حياة الكثيرين، من خلال تشجيع أفراد المجتمع على إثراء معارفهم حول التبرع بالأعضاء وإزالة الغموض الذي يكتنف هذا المفهوم بين بعض الأفراد.
يشار إلى أـن دولة الإمارات حققت إنجازات مهمة في تنظيم إجراء عمليات نقل وحفظ وزارعة الأعضاء والأنسجة البشرية، في إطار سعيها لإيجاد حلول مستدامة لعدد كبير من المرضى، ومن هنا تأتي أهمية إنشاء المركز الوطني لتنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية ضمن هيكلية وزارة الصحة ووقاية المجتمع بهدف دعم المنظومة الصحية في الدولة، حيث أسهم المركز الذي يتكامل مع البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء (حياة)، في تعزيز الرعاية الطبية والاجتماعية للتبرع بالأعضاء وزراعتها وفق معايير الجودة العالمية وأخلاقيات الممارسة الطبية.
وبهذه المناسبة تدعو وزارة الصحة ووقاية المجتمع المواطنين والمقيمين في الدولة للتسجيل في منصة الحياة عبر الرابط التالي: https://mohap.gov.ae/en/hayat.