أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن حصول مستشفى القاسمي بالشارقة على شهادة الاعتماد الدولي من اللجنة الدولية المشتركة لاعتماد المؤسسات الصحية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا JCI، ليصنّف كمؤسسة عالمية في مجال تقديم الرعاية الصحية النوعية للمرضى، بعد نجاح إدارته و دعم الوزارة بتطبيق كافة شروط ومتطلبات الحصول على هذا الاعتماد، بناء على تقرير الخبراء الذي قام بزيارات ميدانية لجميع الأقسام لتقييم الخدمات الصحية وفق المعايير والاشتراطات العالمية التي تعنى بمقاييس جودة الخدمات الطبية في المستشفيات. ليسهم باحتفاظ دولة الامارات عن جدارة بالمرتبة الأولى عالمياً في عدد المؤسسات الصحية الحاصلة على الاعتماد الدولي.
وأكد معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع أن هذا الإنجاز يمثل اعترافاً دولياً بالمكانة الرفيعة لدولة الإمارات في المحافل العالمية، ويعزز قدراتها التنافسية وريادتها العالمية في القطاع الصحي، ويأتي مواكباً لرؤية القيادة الرشيدة حيث تقود الدولة اليوم مسيرة استشراف مستقبل الرعاية الصحية وصنعه، وترسيخ مكانة الإمارات على أجندة المستقبل لاستدامة الريادة وتعزيز تنافسية دولة الإمارات في المجال الصحي، بفضل توجيهات القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" ، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائبي رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حالكم دبي "رعاه الله"، الهادفة لتكريس مستشفيات الدولة كمراكز امتياز ومنصّات ابتكار صحي بمعايير عالمية وتطبق ممارسات صحية تحاكي مستقبل الخدمات الصحية، لتحقيق أهداف الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 و لتكون الإمارات أفضل الدول في جودة الرعاية الصحية وفق مئوية 2071.
ولفت معاليه إلى أن الحكومة الرشيدة أطلقت حزمة من الاستراتيجيات والمبادرات التي تحقق ريادة الدولة في المجال الصحي، من خلال استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي و الثورة الصناعية الرابعة ومواكبة أحدث تطورات الطب الشخصي والتطبيب عن بعد. وأضافت حكومة دولة الإمارات في جلستها السنوية الأخيرة ثلاث مبادرات وطنية استراتيجية في المجال الصحي، استناداً إلى تقنيات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، والصحة الرقمية ، لإرساء نماذج تنبؤية متطورة عن المرضى. وتهيئة البنية التحتية الصحية في الدولة لاستقبال الذكاء الاصطناعي وتقنياته، وإنشاء مراكز وطنية متخصصة بالمكافحة والوقاية من الأمراض وتحديث التشريعات الصحية اللازمة للسيطرة على الأمراض المعدية وغير المعدية.
من جانبه أشار سعادة الدكتور محمد سليم العلماء وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع إلى أن حصول مستشفى القاسمي على الاعتماد الدولي، والذي يعتبر واحداً من أكبر مستشفيات الوزارة، وأكثرها طلباً للخدمة ويقدم جميع التخصصات العامة والمتقدمة بكفاءة متميزة، جاء بفضل دعم القيادة الرشيدة و توفير أفضل الإمكانات والموارد لبناء نظام صحي يستند إلى أعلى المعايير العالمية بالدولة. وتعزيز الجهود المتواصلة للوزارة للارتقاء بجودة الخدمات الصحية وسلامة المرضى وتطبيق الحوكمة والمراجعة السريرية، والنشاط البحثي، والمعايير الأخلاقية وأفضل الممارسات المعتمدة. ويسهم بالارتقاء بجودة الرعاية الصحية لأفراد المجتمع وفق أفضل الممارسات المعتمدة. مما يعزز مكتسبات القطاع الصحي ويرسخ الكفاءة التنافسية للمرافق الصحية بالدولة، و يجدد الثقة العالمية بالخدمات الصحية النوعية المتوفرة في الإمارات وفق معايير الاعتماد الدولية.
وأدرج سعادته هذا الإنجاز في إطار تحقيق استراتيجية الوزارة نحو تقديم الرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة وبناء أنظمة الجودة والسلامة الصحية وترسيخ ثقافة الابتكار وفق أفضل المعايير العالمية لتحسين نتائج المؤشر الوطني المتعلق بنسبة المنشآت الصحية المستوفية لمعايير الاعتماد الدولي. حيث سيسهم الحصول على الاعتماد الدولي في وضع نظام يحكم جودة الأداء حسب المعايير الدولية، حيث سيؤدي ذلك إلى نقلة نوعية في توفير رعاية طبية ذات جودة عالية للمرضى. لتكون متماشية مع أرقى المعايير والبروتوكولات العالمية.
من ناحيته هنأ سعادة الدكتور يوسف محمد السركال وكيل الوزارة المساعد لقطاع المستشفيات الكوادر القيادية والطبية و الفنية في مستشفى القاسمي على استحقاقهم شهادة الاعتماد الدولي للمنشآت الصحية التي تطبق أفضل المعايير العالمية في الخدمات الصحية. من خلال الارتقاء بجودة الخدمات، وتعزيز سعادة المرضى والمتعاملين، وتحقيق الابتكار في مجال إدارة المعلومات الصحية، والجودة الاكلينيكية والاعتماد الدولي وحوكمة المستشفيات.
وأشار سعادته إلى أن هذا الاعتماد جاء مستحقاً بعد النجاح بتجاوز عمليات التدقيق والمراقبة التي قامت بها اللجنة الدولية المشتركة لاعتماد المؤسسات الصحية على كافة الاجراءات والممارسات التي يطبقها مستشفى القاسمي، من ناحية جودة الخدمة السريرية ونتائج الرعاية الإكلينيكية وسلامة المرضى ومشاركتهم في خطتهم العلاجية وتمكينهم من اتخاذ القرارات، والوقاية من العدوى ومكافحتها حسب افضل الممارسات العالمية. حيث قضى فريق المحكمين عدة أيام في مستشفى القاسمي لتقييم العمليات الطبية والفنية والادارية ومدى امتثالها لمتطلبات الاعتماد الدولي. والتواصل مع المرضى للاستماع لشهاداتهم بعد تلقي الرعاية الصحية في العيادات الخارجية أو الطوارئ او العنابر الداخلية، حيث ابدوا إعجابهم ورضاهم عن تطور الخدمات بشكل ملفت.
ونوه إلى أن رحلة الاعتماد الدولي وتطبيق برامج الجودة في مستشفى القاسمي، اتسمت بمميزات مختلفة وذلك لطبيعة التحديات التي كانت مرتبطة بالمستشفى أثناء فترة تطبيق هذه المعايير والبروتوكولات الطبية. كما قامت الوزارة بوضع البروتوكولات الطبية التي تعتمد على الأبحاث العلمية المنشورة من قبل الهيئات المعروفة عالمياً، ومنها المتبعة في حالات السكتة الدماغية والسكتة القلبية. حيث أكد فريق الاعتماد الدولي أن أداء مركز القلب في المستشفى يعتبر من أفضل مستويات الأداء عالمياً.
فيما أشارت الدكتورة كلثوم البلوشي مدير إدارة المستشفيات في الوزارة إلى أن هذا الإنجاز تحقق عن طريق تطبيق المعايير الدولية وأفضل الممارسات المعتمدة عالمياً، بفضل خطط الوزارة لضمان تقديم أفضل رعاية صحية والارتقاء بمستوى ونوعية الخدمات الطبية المقدمة للمرضى. وتزويد المستشفى بأحدث المعدات والتجهيرات والأنظمة الذكية لتلبية احتياجات المجتمع لإسعادهم.
وأشار الدكتور عارف النورياني المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي إلى أن برنامج الاعداد للحصول على الاعتماد الدولي شمل تطوير السياسات والاجراءات التي تخص الرعاية التمريضية و الرعاية الصيدلانية والرعاية التي تقدم في المختبرات الطبية وكذلك برنامج التغذية وادارة نظام الأدوية ،مما يضمن سلامة المرضى والحصول على نتائج مميزة. ولفت إلى أن فريق التحكيم أعرب عن إعجابه ورضاه على مستوى الأداء الذي وصل اليه مستشفى القاسمي. وأشادوا بالقيم والمفاهيم الأخلاقية التي ترتكز عليها الرعاية الصحية في المستشفى. حيث أبدوا إعجابهم بالشفافية والمعلومات والدقة وطريقة التعامل مع المرضى. بما في ذلك إشراكهم في وضع الخطة العلاجية و تثقيفهم بكل ما يخص مرضهم وعلاجهم لضمان تقديم أفضل الرعاية الطبية لهم.