عقدت حكومة الإمارات اليوم "الأربعاء" الإحاطة الإعلامية الدورية في إمارة أبوظبي للوقوف على آخر المستجدات والحالات المرتبطة بفيروس كورونا المستجد في الدولة، تحدثت خلالها الدكتورة فريدة الحوسني، المتحدث الرسمي عن القطاع الصحي في الدولة ، عن مستجدات الإجراءات الاحترازية المتخذة للوقاية من الفيروس، إلى جانب عمار المعيني المتحدث الرسمي من البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، والذي تحدث عن نتائج ومستجدات البرنامج الوطني للصحة النفسية.
تسريع عملية التعافي مرتبط بعوامل مختلفة..
وأكدت الدكتورة فريدة الحوسني خلال الإحاطة أن الحالات المسجلة في الدولة خاصة المرتبطة بالشفاء ترتبط بعوامل وأسباب مهمة، وقالت " لاحظنا من خلال أغلب الحالات البسيطة التي تشافت، اتباعها عددا من السلوكيات الصحية اليومية، مثل القيام بالأنشطة الرياضية، واتباع نظام غذائي صحي ، وتقوية الجهاز المناعي ، والمحافظة على الوزن المثالي ، والامتناع عن العادات السيئة ، مثل التدخين، والأكل غير الصحي وغيرها، كما يعتبر الجانب النفسي مهما وضروريا لدعم وتعزيز الصحة النفسية لدى الأفراد إلى جانب الصحة الجسدية.
وأضافت الدكتورة الحوسني.. " هذه الممارسات التي نؤكد عليها دائماً وننصح بها ، تساعد في رفع مناعة الشخص ،ومقاومته للأمراض ، إلى جانب الأدوية المستخدمة ، وهي تساهم في تسريع عملية التعافي من المرض".
الكشف الدوري على درجات الحرارة في المنازل..
من جانب آخر تطرقت الدكتورة فريدة الحوسني إلى أهمية عدم التهاون في حال ظهور ارتفاع في درجات الحرارة عند الأشخاص، وقالت " ننصح وبشدة بأهمية الكشف الدوري لدرجات الحرارة على أفراد الأسرة في المنزل، وهي أحد الإجراءات الصحية التي نؤكد عليها، وكل من يعاني ارتفاع في حرارته، يتوجب عليه التواصل مع أقرب مركز أو مستشفى للكشف، أو الذهاب إلى مراكز الفحص من خلال المركبات المنتشرة في كل إمارات الدولة، لأن الصحة الشخصية مرتبطة بصحة من حولنا ونحن مسؤولون عنها، ولا مجال للتردد في حماية وسلامة أسرنا".
أهمية تغطية الأنف والفم عند الخروج..
وشددت الدكتورة الحوسني على أهمية تغطية الأنف والفم، سواء بارتداء الكمامات الطبية أو الورقية أو القماشية أو أي غطاء أو لثام مثل الغترة والشيلة، وقالت " هذا الاجراء مهم لكل فرد يخرج من منزله طوال الوقت تجنبا لانتقال أي عدوى وحفاظاً على سلامة الجميع مع أهمية ترك مسافة بين الأشخاص، والتباعد الجسدي، في الأماكن العامة ، والأسواق ومقرات العمل ، واتباع الاجراءات الوقائية المعتمدة".
ارتفاع الحرارة وعلاقته بفيروس كورونا..
وحول ارتفاع درجات الحرارة وعلاقتها بفيروس كورونا وتأثيرها عليه، قالت الدكتورة فريدة الحوسني.. إن كافة الدراسات التي تحاول فهم العلاقة بين سلوك الفيروس والمناخ لم تستطع الاتفاق على أن ارتفاع درجات الحرارة سيساهم في قتل الفيروس، ونحن مستمرين في متابعة نتائج هذه الدراسات بالإضافة إلى ما يقوم به الباحثون في الدولة.
خطة وطنية للتعامل مع الأزمات بشكل استباقي..
من جانب آخر أشارت الدكتورة فريدة الحوسني إلى أن دولة الإمارات حريصة على التعامل مع الفيروس والحد من انتشاره، والاستجابة لأي مستجدات للتعامل مع الفيروس، حيث تم افتتاح مراكز الفحص من المركبات وتعزيز المخزون الاستراتيجي للأدوية والأغذية .. لدينا خطة وطنية للتعامل مع الأزمات بشكل استباقي، وبسيناريوهات مختلفة تحت قيادة الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وبالتعاون والتنسيق مع كافة الجهات والقطاعات في الدولة، ويتم تقييم المتطلبات والتحديث المستمر للخطط.
الحملة الوطنية "لا تشلون هم" لتعزيز الصحة النفسية..
من جانبه أشار عمار المعيني، المتحدث الرسمي من البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة الى بعض تفاصيل ومستجدات الحملة الوطنية " لا تشلون هم " والتي تعنى بالصحة النفسية لأفراد المجتمع..وقال " اطلقت حكومة الإمارات ممثلة في البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة وفي ظل الظروف الحالية الحملة الوطنية " لا تشلون هم "، والتي تهدف لتقديم الدعم النفسي لأفراد المجتمع في مواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد ، وتتماشى مع جميع الجهود الوطنية في هذا الصدد".
وأضاف عمار المعيني خلال الإحاطة.. " الحملة تجسد توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" ، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بأن جودة حياة الإنسان هي أكبر أولوية، وأن الصحة هي أهم الركائز لجودة حياة الإنسان والمجتمع".
وأوضح أن "لا تشلون هم" عبارة عميقة بمعانيها قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولها مدلول عظيم جدا يطمئن فيه الجميع أننا سنكون بخير، واليوم مفهوم الصحة لا يقتصر على الصحة الجسدية فقط، بل يشمل صحة الإنسان النفسية، وفي هذه الفترة ، ونظراً للتغيرات الاجتماعية والمهنية والتعليمية المؤثرة بشكل مباشر في حياتنا أصبحنا الحاجة إلى دعم وتعزيز صحتنا النفسية للتغلب على هذه التحديات".
مكوّنات رئيسية للحملة تركز على تقديم الدعم النفسي لكافة أفراد المجتمع..
وقال عمار المعيني أنه يشارك في الحملة الوطنية أكثر من 50 مختصا من أطباء وأخصائيين نفسيين واجتماعيين وبشكل تطوعي لخدمة الوطن، فيما تضم الحملة 3 مكوّنات رئيسية تركز على تقديم الدعم النفسي لكافة أفراد المجتمع، خصوصا أن الدعم النفسي هو أحد الاحتياجات المجتمعية الضرورية في الظرف الحالي..
- المكون الأول "لندعم معاً" والذي يهدف إلى الإجابة ، على استفسارات الأفراد، بالنسبة للتحديات النفسية ، التي تواجههم ، وتقديم النصائح التوعوية ، ومساندتهم في مواجهة التحديات، ويتم ذلك من خلال بث يومي مباشر عبر قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بالبرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة @HappyUAE ، فيما تبث المواد على فترتين الأولى الساعة 5 والنصف عصراً باللغة الإنجليزية والثانية الساعة الثامنة والنصف مساءً باللغة العربية لتستفيد منها كل فئات المجتمع.
وأوضح المعيني أنه بلغ عدد مرات البث الحي في حسابات التواصل الاجتماعي للبرنامج الوطني 30 بثا مباشرا ، غطت مواضيع متنوعة منها، الرعاية النفسية لكبار المواطنين وكبار السن عموما ، والرعاية النفسية للأطفال، والدعم النفسي للأمهات العاملات، وكيفية مواجهة القلق والمخاوف النفسية، حيث أنه وبحسب الدراسات العلمية يعتبر الخوف والقلق من أقوى المؤثرات التي تضعف مناعة الإنسان وبالتالي من الضروري جدا أن نتعلم كيفية التعامل معها.. مشيرا الى ان مدة كل بث بلغت ساعة كاملة ووصلت مشاهدات البث المباشر لحوالي 250 ألف مشاهدة.
جلسات افتراضية مغلقة لفئات محددة في المجتمع..
وأوضح عمار المعني أن المكون الثاني "لحملة لا تشلون هم " فهو جلسات افتراضية مغلقة بعنوان "لنتحدث معاً"، والتي تهدف لتوفير الدعم النفسي الاجتماعي لفئات محددة في المجتمع لمساعدتهم وإتاحة فرصة لهم للحوار بشكل مباشر وفي بيئة آمنة ولمناقشة التحديات النفسية التي يواجهونها.
وقدم البرنامج أكثر من 8 جلسات دعم نفسي مغلقة للحفاظ على خصوصية المشاركين تحت إشراف أطباء وأخصائيين نفسيين معتمدين شارك فيها حوالي 300 شخص وبعض الجلسات كانت موجهة للموجودين في الحجر الصحي، ومنها للأمهات العاملات، وطلاب المدارس والجامعات، وخط الدفاع الأول.
300 ألف مشاهدة لبرنامج " لنطمئن معاً"..
وقال المعيني إن المكون الثالث للحملة تحت عنوان "لنطمئن معاً"، يركز على التوعية بأهمية المرونة النفسية وتعزيزها لدى المجتمع حيث نشر البرنامج لحد الآن أكثر من 21 مقطع فيديو يحتوي على رسائل دعم وطمأنة للمجتمع بلغ عدد مشاهداتها حوالي 300 ألف مشاهدة.
وأكد المعيني أن الحملة استطاعت أن تكون منصة تفاعليةً مؤثرة متوفرة بشكل يومي لتقديم الدعم النفسي لجميع فئات المجتمع في هذه المرحلة التي يحتاج فيها الناس للطمأنينة والدعم النفسي، لتخطي هذه المرحلة الصعبة، فقد استضافت أطباء من أبطال خط الدفاع الأول وتم الرد على استفساراتهم بشكل مباشر، كما شارك في جلسات الدعم المغلقة مجموعة من الحالات في الحجر الصحي، وقد لاقت الجلسات إقبالاً كبيراً منهم.