أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع المرحلة الثانية من مبادرة “بيئة عمل صحية إيجابية” والتي تستهدف موظفي جهات العمل في القطاعات الحكومية الاتحادية والمحلية والخاصة في كافة إمارات الدولة. وتهدف المبادرة إلى تمكين جهات العمل من تعزيز صحة الموظفين عن طريق توفير موارد وخدمات تثقيفية صحية، تساهم في تحسين بيئة العمل ورفع المستوى الصحي بين الموظفين. من خلال التركيز على تعزيز أنماط الحياة الصحية مثل الغذاء الصحي والنشاط البدني للوقاية من السمنة والأمراض المزمنة.
وشهد إطلاق المرحلة الثانية من المبادرة بتقنية الاتصال المرئي حضور أكثر من 60 ممثلاً عن جهات حكومية إتحادية ومحلية، حيث تضمن حفل الاطلاق التعريف بإدارة تعزيز الصحة في الوزارة وأهدافها الاستراتيجية العامة والتشغيلية، والعرض التقديمي عن مبادرة بيئة عمل صحية وإيجابية ومصادرها ومستهدفاتها والمخرجات المتوقعة والتعريف بأفضل الممارسات والمعايير المطبقة عالمياً، بالإضافة إلى شرح آلية التعاون البنّاء بين الوزارة والجهات الحكومية، بما يسهم بتحقيق أفضل النتائج التي تعود على الصحة البدنية والنفسية للموظفين وبالتالي زيادة الإنتاجية الحكومية.
وتقدم المبادرة عدداً من الأنشطة والخدمات مثل دليل توجيهي لبيئة عمل صحية والذي يقدم خطوات عملية تساهم في جعل بيئات العمل أكثر صحية وإنتاجية للموظفين، حقيبة معرفية تحتوي على مواد توعوية تستخدم من الجهات لتوعية الموظفين، بالإضافة إلى خدمات مثل الورش التثقيفية والمحاضرات الافتراضية، فيديوهات ومواد تثقيفية وغيرها من الخدمات التي تقدمها وزارة الصحة ووقاية المجتمع.
المرونة الوطنية واستمرارية ممارسة الأعمال
وأكد سعادة الدكتور حسين عبد الرحمن الرند الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة أن إطلاق المرحلة الثانية من المبادرة بعد توقفها بسبب جائحة كوفيد-19 يأتي في إطار حرص الوزارة على تحقيق المرونة الوطنية واستمرارية ممارسة الأعمال بالتزامن مع وجود مؤشرات إيجابية على قرب التعافي، بفضل الإجراءات الحكومية وتعاون أفراد المجتمع، وما حققته الدولة من ريادة في احتواء تداعيات الأزمة الصحية العالمية.
صحة الموظفين في الثقافة المؤسسية
وأشار سعادة الدكتور الرند إلى أن المبادرة تندرج ضمن استراتيجية الوزارة لتقديم الرعاية الصحيـة الشاملة والمتكاملة بطرق مبتكرة ومستدامة تضمن وقاية المجتمع من الأمراض، لتحقيق نتائج متقدمة في أنشطة وفعاليات المبادرة الوطنية "تعزيز الوعي بأنماط الحياة الصحية" بما يسهم في تحسين نتائج المؤشرات الوطنية لأنماط الحياة الصحية في الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات. لافتاً إلى نجاح المرحلة الأولى والتي حققت نتائج إيجابية أسهمت بتغيير سلوك الموظفين لتطوير بيئة عمل معززة للصحة تنعكس إيجاباً على إنتاجيتهم، للوصول إلى تحقيق الرفاهية والسعادة في مكان العمل والتي تعتبر جزءاً أساسياً من الثقافة المؤسسية، وتحقيقاً لأهداف الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031.
ابتكار بيئة عمل معززة للصحة
وأوضحت الدكتورة فضيلة شريف مدير إدارة تعزيز الصحة أن المرحلة الأولى من المبادرة التي انطلقت في العام 2017 واستمرت حتى بداية عام 2020 تم تطبيقها في 45 جهة حكومية في مختلف الإمارات وذلك بمشاركة 5000 موظف تقريباً. وتضمنت مسحاً صحياً عاماً للموظفين في جهات عملهم حيث شمل أهم الفحوصات الأساسية مثل فحص سكر الدم والكوليسترول وضغط الدم، بالإضافة إلى معدل كتلة الجسم وعوامل الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكري.
وأشارت الدكتورة فضيلة إلى أن المرحلة الثانية من المبادرة تم إعدادها بناء على نتائج المرحلة الأولى لإعادة ابتكار أنشطة مُعزّزة لصحة ولياقة الموظفين في بيئة العمل بأسـس وأنماط الحياة الصحية، ونشر ثقافة التغذية السليمة وتأثيرها على رفع كفاءة الإنتاجية والإيجابية في العمل، من خلال تبنّي أنماط حياتية وسلوكية تغذوية صحية التي تقي الموظفين من الأمراض المزمنة كالسكري، وضغط الدم، البدانة والاكتئاب. وتوفير الأماكن الخاصة بالأنشطة البدنية في مكان العمل، وتناول الغذاء الصحي، والتوقف عن التدخين، ومواجهة ضغوطات العمل.