في إطار رؤية وزارة الصحة ووقاية المجتمع لتعزيز ريادة الإمارات في مجال البحوث الصحية والطبية بالدولة، نظم المركز الوطني للبحوث الصحية المنتدى الأول للبحوث السريرية بالتعاون والتنسيق مع شبكة واسعة من الشركاء الاستراتيجيين من الجهات الصحية والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص، وذلك بهدف استكشاف وتطوير القدرات في مجالات البحوث والتجارب السريرية في مؤسسات الرعاية الصحية والأكاديمية الحكومية والخاصة بالدولة.
وشهد المنتدى تعاوناً استراتيجياً متميزا بين الجهات الصحية بالدولة، حيث شاركت دائرة الصحة أبو ظبي، وشركة أبوظبي للخدمات الصحية وهيئة الصحة بدبي، ودبي الصحية ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، إلى جانب المؤسسات الأكاديمية وعدد من شركات القطاع الخاص، في تجسيد للتكامل المؤسسي وتعزيز الشراكات في القطاع الصحي بالدولة. وأثرى المنتدى حضور نخبة من الباحثين والعلماء في العلوم الطبية والصحية، ومشاركة عدد من الأكاديميين العاملين في مؤسسات التعليم العالي والمتخصصين في البحوث الصحية في الوزارات والهيئات والشركات الخاصة، والأطباء في برامج الدراسات العليا والتدريب الطبي، وطلاب الدراسات العليا في العلوم الصحية والطبية.
منظومة متكاملة للبحث العلمي
ويأتي تنظيم المنتدى في إطار بناء منظومة متكاملة لتعزيز البحث العلمي والابتكار في القطاع الصحي، حيث أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع مطلع العام الجاري أول منصة للبحوث الصحية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، لتوفير البيانات الموثوقة عن البحوث الصحية المنشورة بصورة تفاعلية، مما يسهم في تمكين الباحثين والمؤسسات من تطوير الدراسات وخطط البحث والتطوير.
وركز المنتدى على استعراض القدرات في مجال البحوث السريرية المختلفة التدخلية أو الرصدية التي تتضمن كفاءات وخبرات الباحثين والإمكانيات المتاحة بالمؤسسات الأكاديمية ومؤسسات تقديم الرعاية الصحية والقطاع الخاص بالدولة، وتسليط الضوء على جهود الباحثين لعرض ومناقشة أبحاثهم الصحية والطبية وتعزيز التواصل بين الباحثين في الدولة وتشجيع التعاون بينهم لإجراء البحوث في المجالات السريرية المتخصصة.
الارتقاء بمنظومة البحوث الصحية
وأكد سعادة الدكتور محمد سليم العلماء وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع على توجهات دولة الإمارات في إرساء بيئة داعمة للكفاءات الوطنية القادرة على إيجاد الحلول المبتكرة للأمراض، بما يعزز من تنافسية القطاع الصحي ومرونته وفعاليته ومواءمته مع توجهات وأولويات الدولة، لتحقيق مستهدفات مئوية الإمارات 2071 في إرساء نظام صحي فعّال ومستدام يواكب معايير الريادة في الابتكار العالمي.
وأشار سعادته إلى الدور المحوري للوزارة في دعم قدرات المركز الوطني للبحوث الصحية لتنفيذ هذه التوجهات الاستراتيجية للبحث والتطوير، إذ يسعى المركز الوطني للبحوث الصحية من خلال التنسيق والتعاون على تعزيز التكامل بين المؤسسات الأكاديمية والعلمية ومقدمي الرعاية الصحية والقطاع الخاص. ويأتي هذا التوجه متوافقاً مع أهداف دولة الإمارات في تعزيز المكانة التنافسية للدولة في مؤشرات الابتكار البحثي الصحي.
تعزيز القدرات البحثية
كما أشار سعادة الدكتور أمين حسين الأميري وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنظيم الصحي في كلمته الافتتاحية أن تنظيم المنتدى يجسد رؤية الوزارة وتوجهاتها في تعزيز القدرات البحثية الصحية والطبية في الدولة، من خلال رعاية البحوث الصحية وخاصة السريرية منها للمساهمة بتطوير الأبحاث والابتكارات والاستثمار في التكنولوجيا الطبية، لإثراء المعرفة الطبية في مجتمع الإمارات. مضيفاً أن النمو المتسارع في البحوث الصحية بالدولة يشكل محركاً استراتيجياً لتطوير وتحسن الخدمات الصحية المستقبلية. وأكد أن هذا التقدم يدعم منظومة متكاملة للكشف المبكر عن الأمراض والوقاية منها، معتمداً على أحدث المؤشرات العالمية ومعايير الشفافية، مما يسهم في تطوير حلول مبتكرة ومستدامة تعزز جودة الحياة في مجتمع الإمارات.
ولفت سعادة الدكتور الأميري إلى أن المنتدى يمثل حدثاً مميزاً للتعرف على القدرات والفرص والتحديات الصحية المستقبلية، حيث يركز على أهمية البحوث السريرية بتطوير منظومة بحثية متقدمة تواكب أحدث المستجدات العالمية. وأكد أن الوزارة تتبنى استراتيجية شاملة لتطوير البحوث الطبية والصحية، مع التركيز على ابتكار علاجات دقيقة ومتخصصة تحقق أفضل النتائج الصحية للمجتمع، بما يتماشى مع رؤية الإمارات في تطوير نظام صحي بمعايير عالمية.
تطوير المهارات البحثية
وقال الدكتور خليل قائد مدير المركز الوطني للبحوث الصحية أن الوزارة "نسعى من خلال عقد هذا المنتدى إلى التعرف على واقع البحوث السريرية والقدرات لدى المؤسسات الصحية والبحثية، إضافة إلى مواكبة مستجدات البحوث العلمية الطبية، وتبني أفضل الممارسات العالمية في هذا الجانب للارتقاء باستراتيجيات البحث العلمي، ولفت إلى أن المركز قام بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للبحوث الصحية 2021 و تنظيم عدة فعاليات خلال الأعوام الماضية منها، منتدى التوجهات الاستراتيجية 2021، والمؤتمر العلمي الأول للبحوث الصحية والطبية 2022 وإطلاق تقرير مفصل عن مشهد البحوث الصحية بالدولة 2023 . كما أطلق المركز مطلع العام الجاري منصة البحوث الصحية وهي أول منصة من نوعها في دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، التي توفر بيانات ومعلومات من مصادر موثوقة عن البحوث الصحية المنشورة الصادرة عن المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات الرعاية الصحية والقطاع الخاص في دولة الإمارات.
وأشار قائد إلى أهمية المنتدى في الاطلاع على القدرات في مجال البحوث والتجارب السريرية وتعزيز التعاون والشراكات بين القطاع الصحي الحكومي والخاص مع المؤسسات الأكاديمية بالدولة، والارتقاء بمنظومة البحوث الصحية في الدولة من خلال الالتزام بأخلاقيات البحوث الصحية وضوابط الأمانة العلمية والشفافية والمسؤولية في جميع مراحل البحوث الصحية، بما يدعم التطوير المستمر لنظام صحي قائم على البحث والابتكار والمعرفة، ويساهم في تحسين جودة الحياة في الدولة.
وأضاف أن المركز يتبنى استراتيجية متعددة المحاور لتطوير القدرات الوطنية في مجال البحوث الصحية، تشمل إنشاء بيئة محفزة للابتكار في مجال البحوث السريرية بالدولة ودعم المهارات وبناء الكفاءات. وتعزيز الثقافة البحثية وفق أرقى الممارسات العالمية، مما يسهم بتعزيز المكانة التنافسية للإمارات كدولة فاعلة في المشهد البحثي الصحي.
أوراق بحوث سريرية
وتناولت الأوراق البحثية التي شارك فيها الأكاديميون والباحثون العاملون في المؤسسات الأكاديمية وخدمات تقديم الرعاية الصحية الحكومية والخاصة في دولة الإمارات، مواضيع تتعلق بمجالات البحوث السريرية المتنوعة، تركزت على سبيل المثال على أمراض السمنة والسكري والقلب والأوعية الدموية، وعلوم الوراثة، والأمراض المعدية والأمراض البيئية، والعلوم العصبية والصحة النفسية، إلى جانب مواضيع تتعلق بصحة المرأة والطفل والعلاجات المبتكرة للسرطان، والذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية.