في إنجاز يعكس المكانة العالمية للإمارات كدولة مؤثرة وفاعلة ذات ثقل استراتيجي عالمي، تقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة بمشروع قرار لجمعية الصحة العالمية عن جودة الحياة الصحية في اجتماعها الخامس والسبعين والذي عقد في جنيف في الفترة ما بين 21-28 مايو 2022. ومن الجدير بالذكر بأن مشروع القرار يعتبر الأول في تاريخ جمعية الصحة العالمية والذي تعقده منظمة الصحة العالمية، وقد تم اعتماد مشروع القرار بالإجماع حيث وافقت عليه جميع الوفود المشاركةمن جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية.
وقد هنأت الدول المشاركة دولة الإمارات على نجاح هذا القرار وعلى قيادتها في تحضيره ومناقشته للوصول إلى الصيغة التوافقية باعتباره الأول من نوعه. ويأتي هذا نتيجة لجهود القيادة الرشيدة والتي تضع جودة حياة المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، بما فيها جودة الحياة الصحية، على رأس أولوياتها الاستراتيجية لتعزيز مكانتها لتكون الدولة الأسعد عالمياً، ويأتي مشروع هذا القرار لنقل هذه التجربة إلى العالم.
تجسيد رؤية القيادة الحكيمة
ورفع معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله " وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وأخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، على هذا الإنجاز التاريخي الذي حققته دولة الإمارات من منبر دولي أممي بارز، بإقرار جميعةالصحة العالمية لمشروع القرار الإماراتي لتعزيز جودة الحياة.
وقال معاليه:" إنه إنجاز استثنائي يدعونا للفخر والاعتزاز حيث يمثل ترجمة لمنظومة القيم الحضارية التي قامت عليها الدولة من أجل حاضر ومستقبل أفضل للشعوب، وهو تقدير عالمي يحفزنا لبذل المزيد من الجهود ومواصلة التعاون الدولي كنموذج يحتذى في جودة الحياة الصحية، ومصدر موثوق لنقل تجربتنا الفريدة ومشاركتها مع حكومات العالم في مجال جودة الحياة الصحية.
وأشار معالي العويس إلى أن الحضور المتميز والمكانة الدولية المرموقة التي بلغتها دولة الإمارات، يأتي في إطار حرص القيادة الحكيمة للعمل على قيادة الجهود العالمية نحو صناعة مستقبل أفضل للبشرية، باعتبارها شريكاً عالمياً في المبادرات والاستراتيجيات الدولية، والتي تمثل محصلة لرؤية الدولة منذ قيام الاتحاد وأرسى ركائزها المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، إذ ركزت على قيمة الإنسان وجودة حياته في الإمارات والعالم، وعلى النهج ذاته تسير قيادتنا اليوم، لإرساء قطاع صحي مبتكِر يواكب التغيرات الجذرية التي تستهدفها الدولة لرسم ملامح المستقبل، في قصة نجاح جديدة؛ تنطلق رحلتها نحو الخمسين عاماً القادمة بأهداف واضحة، وعزيمة لا تعرف المستحيل.
تعزيز القوة الناعمة للإمارات
وصرح سعادة الدكتور محمد سليم العلماء وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع بأن هذا الإنجاز المتميز للدولة يأتي تجسيداً لرؤية القيادة الحكيمة وتمثيلاً مشرفاً للعمل الحكومي والدبلوماسي بالدولة، حيث تضمن مشروع القرار الذي تقدمت به دولة الامارات لجمعية الصحة العالمية، وضع إطار عمل لتحقيق جودة الحياة والرفاه الصحي للأفراد والمجتمعات بالدول، وذلك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وبالتشاور مع الدول الأعضاء، وأشاد سعادته بالدور المحوري الذي لعبته الدبلوماسية الإماراتية خلال مرحلة إعداد القرار ومناقشته للوصول إلى الصيغة التوافقية مع دول العالم.
وأكد سعادة الدكتور العلماء أن هذا الإنجاز يعزز القوة الناعمة لدولة الإمارات وترسيخ سمعة الدولة واحترامها بين شعوب العالم، وإبراز الصورة الحضارية لها وهويتها وثقافتها المميزة.
نُهُج مبتكرة
وصرح سعادة الدكتور حسين عبد الرحمن الرند الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، بأن القرار يعد إضافة نوعية لجهود الدولة في مجال تحسين جودة الحياة الصحية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. حيث تولي دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية كبرى لسعادة الأفراد والمجتمع، وتعتبر ذلك من أولوياتها، وتحرص على توفير الرخاء والرفاهية والاستقرار لشعبها والمقيمين على أرضها. ولتحقيق هذه الغاية ولتجسيداً للاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031 ونقل هذه التجربة للعالم، قدمت الدولة مشروع هذا القرار والذي يدعو المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى إعداد إطار عمل عن جودة الحياة الصحية لدعم الدول الأعضاء لتبني جودة الحياة الصحية كنهج للوصول إلى أعلى درجات الصحة والرفاه الصحي، وصرح سعادته بأن إعداد القرار ومناقشته مع الدول قد استغرق قرابة التسعة أشهر تم خلالها وضع المرتكزات الأساسية لتعزيز جودة الحياة الصحية.
إبراز مكانة الإمارات
وأوضحت الدكتورة عائشة مصبح مدير مكتب جودة الحياة والتنمية المستدامة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن من أهداف الخطة الاستراتيجية لوزارة الصحة ووقاية المجتمع تعزيز الدور الريادي للدولة في مجال جودة الحياة الصحية. ويأتي مشروع هذا القرار الأول من نوعه على مستوى العالم لوضع إطار عالمي لجودة الحياة الصحية داعماً لتحقيق هذه الغاية، وقريباً ستباشر الدولة بالعمل مع منظمة الصحة العالمية للتحضير لمسودة هذا الإطار والذي سيناقش على مستوى جميع أقاليم المنظمة الستة وسيقدم للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية.