حقق مستشفى القاسمي بالشارقة أحد أبرز المنشآت الصحية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع ومن الصروح الطبية البارزة في دولة الإمارات سلسلة متواصلة من الإنجازات الطبية الفريدة والمتميزة والنجاحات المشهودة التي ترسخ موقعه وريادته على الخارطة العالمية، في مجال العمليات الطبية المعقدة والنادرة ومن أهمها الجراحات القلبية بالروبوت، بوجود نخبة من الكوادر الطبية المتميزة الوطنية والبنية التحتية الذكية والمعدات الطبية فائقة التطور.
حيث أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن حصول مستشفى القاسمي على الاعتماد الدولي المتقدم كمركز للتميز في علاج مرض الحصار الأذيني البطيني AV Block، بناء على نتائج التقييم المتخصص الذي قامت به اللجنة الدولية المشتركة JCI عبر تكنولوجيا التقييم الافتراضي. ويأتي هذا الإنجاز ليعزز ريادة وصدارة دولة الإمارات على المستوى العالمي في عدد المنشآت الصحية الحاصلة على الاعتماد الدولي من قبل اللجنة الدولية المشتركة، بعدد يتجاوز 217 من المرافق الطبية المتنوعة على مستوى الدولة تشمل مستشفيات ومراكز رعاية صحية أولية ومراكز تخصصية وعلاجية ومختبرات.
كما برزت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، كأسرع مؤسسة عالمياً في عملية اعتماد منشآتها خلال 6 سنوات، وكذلك أكبر شبكة اعتماد دولي لمراكز الرعاية الصحية الأولية في وقت واحد بعدد 16 مركزاً، بالإضافة إلى أن الوزارة أكثر جهة صحية تساهم في نسبة المؤسسات الحاصلة على الاعتماد الدولي في الدولة، كما أن الوزارة تتصدر في عدد شبكات الاعتماد، البالغة 5 شبكات، في كلٍ من دبي والشارقة وأم القيوين ورأس الخيمة. وبذلك تكون دولة الإمارات سطرت خلال السنوات الماضية فصلاً جديداً من فصول التفوق والريادة في سباقها نحو التميز بصعودها إلى مراكز متقدمة على سلم التنافسية العالمية في جميع المؤشرات والتقارير الرئيسية الصادرة عن المؤسسات الدولية.
مسيرة إنجازات لا تتوقف ولا تتباطأ
وأكد سعادة الدكتور يوسف محمد السركال مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية أن الإنجازات التي حققها مستشفى القاسمي ضمن منظومة الرعاية الصحية المتكاملة التي تديرها وزارة الصحة ووقاية المجتمع يأتي تماشياً مع كلـمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" أن إنجازات الإمارات عظيمة ومسيرة التطوير والتميز لا تتوقف، وذلك بمناسبة احتفاء الإمارات بمسيرة 15 عاماً من الإنجازات والنجاحات التي استحقتها حكومة الإمارات بقيادة سموه، محققة المراكز الأولى عالمياً في 110 مؤشرات ترصدها أهم تقارير التنافسية العالمية، ومنها مؤشر عدد المنشآت الصحية الحاصلة على الاعتماد الدولي ، الذي أدارته وأشرفت عليه وزارة الصحة ووقاية المجتمع باقتدار وتميز بالتعاون مع الجهات الصحية. وقال إن الوزارة تفخر أن تكون جزءاً من إنجازات حكومة الإمارات وقيادتها الملهمة والمحفزة للريادة.
وأشار سعادة الدكتور السركال إلى أن مسيرة الإنجازات في دولة الإمارات لاتتوقف ولا تتباطأ برغم التحديات التي فرضتها جائحة كوفيد19 على العالم أجمع، إلا أن الإمارت بفضل مسيرتها الريادية في التنمية المستدامة التي عززت مكانتها في مصاف دول العالم الأسرع تطوراً، أصبحت تمثل تجربة نجاح مبدعة، ورحلة انتقال حضاري ملهمة، وحجزت لنفسها موقعاً متقدماً في قلب الحراك العالمي على جميع المستويات ومنها الصحية. وفي هذا الإطار حرصت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أن تكون جزءاً مؤثراً وفاعلاً ورافداً للجهود التي تبذلها حكومة الإمارات وفق توجيهات القيادة الرشيدة لمواصلة مسيرتها في الريادة والجودة والاعتماد الدولي وتعزيز الخدمات الصحية واستدامتها لأهميتها على سلامة المرضى وعلى رحلة المتعامل وتجربة المريض في مستشفيات الوزارة، والتي تصب في إطار رؤية حكومة الإمارات ورحلتها الفريدة نحو مئوية الإمارات 2071 لتغدو من أفضل دول العالم.
إنجازات الاعتماد لمستشفى القاسمي
ونوّه سعادته إلى نجاح مستشفى القاسمي في الحصول على الاعتماد الدولي في عام 2018 عن مجمل خدماته الصحية، ليصنّف كمؤسسة عالمية في مجال تقديم الرعاية الصحية النوعية للمرضى، بالإضافة لحصوله على الاعتماد الدولي المتقدم كمركز للتميز في علاج الجلطة القلبية ومركز متميز لجراحة السمنة وأول مركز في الشرق الأوسط يطبق نظام المواءمة الحيوية الشريانية "ديناميكس"، وهو أول دعامة زرع لتزويد الدواء في العالم بما يتواءم مع فيزيولوجية الشرايين. كما يقدم المستشفى جميع التخصصات العامة والمتقدمة بكفاءة متميزة، بدعم متواصل من الوزارة للارتقاء بجودة الخدمات الصحية وسلامة المرضى وتطبيق الحوكمة والمراجعة السريرية، والنشاط البحثي، والمعايير الأخلاقية وأفضل الممارسات المعتمدة، مما يعزز مكتسبات القطاع الصحي ويرسخ الكفاءة التنافسية للمرافق الصحية بالدولة، ويجدد الثقة العالمية بالخدمات الصحية النوعية المتوفرة في الإمارات وفق معايير الاعتماد الدولية، لافتاً إلى أن الوزارة لديها الخطط والبرامج لإنجاز الاعتماد لكافة منشآتها الصحية حسب الإطار الزمني من خلال تعزيز الابتكار وتطبيق أفضل المعايير والبروتوكولات المعتمدة عالمياً.
بنية تحتية ذكية داعمة
وأشار سعادته إلى وجود البنية التحتية المتطورة في مستشفى القاسمي التي تدعم هذه البرامج وعلى رأسها الملف الطبي الالكتروني وريد الذي يسهل استمرارية الرعاية الطبية للمرضى من وقت مراجعتهم للعيادات الخارجية والمراكز الصحية إلى وصولهم المستشفى بما في ذلك قسم الطوارئ والأقسام الداخلية والتشخيص والمختبر والأشعة وقسطرة القلب والعمليات الجراحية ثم أثناء إقامتهم في المستشفى أو حتى دخولهم العناية المركزة وبعد شفائهم، مما يسهم في تعزيز تجربة إيجابية ومريحة وسلسة للمرضى ، من خلال توفير سجلات صحية إلكترونية تربط المنشآت الصحية التابعة للوزارة، باستخدام نظام متكامل لتكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية، والذي يسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى.
جراحات القلب الروبوتية
بدوره أوضح الدكتور عارف النورياني المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي إلى إنجازات المستشفى في مجال صحة القلب على صعيد استخدام الأجهزة الروبوتية في عمليات الجراحة القلبية، حيث يبرز قسم الجراحة القلبية في المستشفى، كقسم «روبوتي» بامتياز، يضم أحدث الأجهزة ذات التقنيات العالمية في العلاجات القلبية مثل، "كوريندس" و"دافنشي" و«هانسن» والتي حرصت الوزارة على توفيرها نظراً للعوائد الطبية والعلاجية على المرضى، بهدف إحداث نقلة نوعية بالخدمات الصحية والعلاجية التي يقدمها مركز القلب من خلال استقطاب أحدث الأجهزة والتقنيات العالمية وإجراء عمليات ذات جودة عالية، ليصبح مركزا متقدماً عالمياً للتداخلات القلبية، متضمناً أحدث الأجهزة ذات التقنيات العالمية في العلاجات القلبية.
إنجازات مركز القلب
واستعرض الدكتور عارف إنجازات مركز القلب في مستشفى القاسمي، وهو أكبر مركز على مستوى الدولة يتعامل مع الجلطات القلبية الحادة لمعدل 50 إلى 60 حالة شهرياً، حيث ذكر أن قسم أمراض القلب تمكن من إجراء قسطرات قلبية على الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب وتركيب الدعامات لها لأكثر من 27 ألف مريض. مشيراً إلى التحديثات التي شملت إدخال تقنية الموجات الصادمة لعلاج تكلس الشرايين التاجية (Shock wave) وإدخال تقنية توسيع الشرايين التاجية بتقنية الليزر، واستخدام الدعامات الموائمة الحيوية لعلاج الشرايين التاجية للمرة الأولى في الشرق الأوسط (Dynamix Stent)، واستخدام تقنية الدوران والانسحاب (ROR) عن طريق الذكاء الإصطناعي في علاج الشرايين التاجية، بالإضافة لتركيب مضخة مؤقتة لدعم وظيفة البطين الأيسر (iVac) للمرضى الذين يعانون من ضعف شديد في وظيفة البطين الأيسر أثناء إجراء قسطرة لهم، واستخدام الروبوت (Corindus) في إجراء القسطرات القلبية حيث تم ادخال أربع تقنيات ذكاء اصطناعي، وعلاج ارتفاع ضغط الدم المقاوم للأدوية عن طريق كي الشريان الكلوي بالقسطرة الجديدة (Spiral).
وأضاف د عارف أن قسم كهرباء القلب حقق عدة إنجازات في العام 2020 ومنها؛ زراعة أول مستشعر لضغط الشريان الرئوي، وإنشاء عيادة لفحص منظمات ضربات القلب عن بعد والمريض داخل السيارة (Drive Through) ، زراعة منظم ضربات قلب يساعد على تقوية عضلة القلب. زراعة أول بطارية للأذين والبطين معاً (New Micra AV)، الحصول على الاعتماد الدولي كمركز متميز لعلاج الجلطات القلبية الحادة ولبرنامج زراعة بطاريات القلب (CCPC-JCI). بالإضافة لما أنجزه في الأعوام السابقة ومن أهمها نشر بحث علمي في مجلة Circulation العالمية، نشر كتابين في مجال كهرباء القلب عالمياً، إجراء زراعة منظم ضربات القلب لأكثر من 700 حالة منذ العام 2014، إجراء دراسة كهرومغناطيسية وكي على عضلة القلب لأكثر من 500 حالة. وإجراء أول عملية كي بالتجميد لعلاج الارتجاف الأذيني في عام 2014.
وأردف النورياني أن قسم جراحة أمراض القلب تمكن من استعمال الشريان الزندي والشريان الصدري الباطن في عمليات المجازات الشريانية الإكليلية بدل الوريد الصافن في العام 2020، بينما استطاع في الأعوام السابقة زرع الصاعق تحت الجلد ل 8 مرضى، استخدام المنظار في تجريد الوريد الصافن والشريان الزندي في عمليات المجازات الاكليلية، وإجراء اصلاح الصمام المترالي بالمنظار، بالإضافة لإجراء 15 عملية مجازات اكليلية بالروبوت وتركيب أول جهاز مساعد للقلب في المنطقة. ومن أهم الإنجازات منذ عام 2006 اجراء عمليات القلب المفتوح المتضمنة المجازات السريانية الإكليلية مع أو بدون إصلاح أو تبديل الصمامات القلبية، تبديل أو إصلاح الصمامات القلبية، وإغلاق الفتحات في القلب (بين الاذينتين أو البطينين) واصلاح أمهات الدم للشريان الاورطي بما يقارب 1463 عملية قلب.