اختتمت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أعمال مؤتمر الإمارات الدولي السادس لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات الذي نظمته" بالتعاون مع هيئة الصحة بدبي ودائرة الصحة – أبوظبي، ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية وبمشاركة أكثر من 600 طبيب واستشاري وفني من مختلف أنحاء العالم، بهدف إيجاد حلول مستدامة لمضادات مكافحة الميكروبات.
وحضر أعمال المؤتمر، الذي عُقد تحت رعاية معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، كلٌ من سعادة الدكتور حسين عبد الرحمن الرند الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة في الوزارة، والدكتورة نجيبة عبد الرزاق رئيسة اللجنة المركزية لمكافحة العدوى في دولة الإمارات، وعدد من الخبراء المختصين بجميع مجالات مضادات الميكروبات، وممثلو 15 شركة عالمية من أهم شركات صناعة الأدوية والأجهزة الطبية التي تُعنى بمكافحة مقاومة المضادات.
تحديات
وناقشت الدورة السادسة من المؤتمر والتي عقدت بدبي خلال يومي 17 و18 مارس الجاري، التحديات التي تعرض لها الأطباء خلال فترة الجائحة، كما تناول المجتمعون مجموعة واسعة من الموضوعات المتعلقة بأدلة الطب القائم على البحوث في مضادات الميكروبات والوقاية منها، إلى جانب العديد من الأمراض السائدة التي ساعد الحوار بشأنها في المساهمة بتبني أساليب ملائمة للعلاج.
حلول مستدامة
وقال سعادة الدكتور حسين عبد الرحمن الرند في كلمته الافتتاحية: "تكمن أهمية المؤتمر في سعيه لإيجاد حلول مستدامة لمعالجة تحدي مضادات مكافحة الميكروبات، من خلال جمع نخبة من قيادات القطاع الصحي والخبراء والاستشاريين، لمناقشة أفضل الممارسات العالمية بهذا الخصوص. مشيراً إلى إعلان منظمة الصحة العالمية الذي يعتبر مقاومة مضادات الميكروبات من التهديدات العالمية العشرة الرئيسية للصحة العامة، حيث أن مقاومة مضادات الميكروبات تشكل تهديداً عالمياً للصحة والتنمية، ولذلك فإن توحيد الجهود العالمية في هذا المجال ستكون كفيلة بإيجاد حلول فعالة.
خطة وطنية
وأوضح سعادته أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع وضعت خطة وطنية مبنية على أسس علمية للحد من مقاومة مضادات الميكروبات، وذلك من خلال زيادة الوعي بهذا التحدي وتعزيز الترصد والبحث، وتخفيض معدلات الإصابة بعدوى الالتهابات واستعمال الأدوية المضادة للميكروبات على الوجه الأمثل. لافتاً إلى أن الخطة تستند إلى مفهوم "الصحة الواحدة" والتي تعد نهجاً يرتكز على الترابط بين صحة الإنسان وصحة الحيوان وارتباطهما بصحة النظم البيئية ، الأمر الذي يتطلب تكامل جهود القطاعات الصحية من أطباء وبيطريين وعلماء بيئة وصحة عامة وغيرها من التخصصات للوصول إلى صحة أفضل.
زيادة الاستثمارات في إجراء البحوث العلمية
وأشار الرند إلى أهمية تعزيز جوانب الابتكار وزيادة الاستثمارات في إجراء البحوث العلمية فيما يتعلق باستحداث أدوية ولقاحات ووسائل لتشخيص مضادات الميكروبات والوقاية منها، منوهاً إلى أن قرار الوزارة بعدم صرف المضادات الحيوية إلا من خلال وصفة طبية، ساهم بشكل فعال في خفض نسبة الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية.
مناقشات تفاعلية
بدورها، أوضحت الدكتورة نجيبة عبد الرزاق أن المؤتمر يمثل فرصة مهمة لتسليط الضوء على أهم مستجدات الأبحاث والممارسات المتعلقة بمقاومة المضادات الحيوية، عبر سلسلة من المحاضرات وورش العمل التي قدّمها خبراء مختصون من مختلف أنحاء العالم. مشيرة إلى أن المؤتمر تميز بالمناقشات التفاعلية التي تناولت أحدث المستجدات في علم الأمراض المعدية ونسبة مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية وطرق العلاج والوقاية من العدوى بشكل عام، إذ يسهم اتخاذ إجراءات فعالة في تقليل فترة الإقامة في المستشفى وخفض معدل الأمراض والتكاليف الطبية.
ويعد مؤتمر "الإمارات الدولي لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات" (ICAMR) حدثا بارزاً في مجال دعم جهود مكافحة مقاومة المضادات الحيوية، حيث يجمع الخبراء والباحثين والمتخصصين في الرعاية الصحية من عدة دول، ويوفر منصة عالمية لتبادل الخبرات والمعارف والأبحاث المتطورة والحلول العملية.