نظمت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية حزمة من الفعاليات المبتكرة في مركز التدريب والتطوير بالشارقة وبالتعاون مع الجمعية العالمية للمحاكاة في الرعاية الصحية، بهدف تعزيز الوعي بأهمية المحاكاة في تطوير الكوادر الصحية والتحفيز على دمج المحاكاة في مناهج تعليم وتدريب الرعاية الصحية المختلفة، لتحسين سلامة وفعالية وكفاءة الرعاية الصحية ورفع مستوى الأمان والكفاءة المهنية لدى العاملين في القطاع الصحي.
وشهدت فعاليات المؤسسة التي ينظمها مركز التدريب والتطوير، الإطلاق الرسمي لوحدتين جديدتين للتدريب على مهارات المحاكاة المتقدمة في كل من مستشفى القاسمي بالشارقة ومستشفى دبا الفجيرة، وجاري الإعداد لإطلاق وحدة ثالثة مماثلة في مستشفى صقر برأس الخيمة، وكذلك تطوير وتوسعة وحدة المحاكاة الحالية في مركز التدريب والتطوير. كما تضمنت الفعاليات برنامج "المحاكاة عند الخطوط الأمامية" الذي يتألف من سيارة إسعاف تدريبية وطاقم متخصص من المدربين المعتمدين عالمياً، مما يتيح توفير التدريب باستخدام المرضى الافتراضيين ودمى المحاكاة عالية الدقة، في أي مكان، وبخاصة الخطوط الأمامية، ويدعم جاهزية المنشآت للتعامل مع الحالات الحرجة. كما يوفر مثل هذا التدريب "المحاكاة في الموقع" (In-Situ Simulation) للتدريب على الأنظمة الفعلية المطبقة في المرافق الصحية.
كما شملت الفعاليات نادي المجلة العلمية "Journal Club" لمناقشة مقالة علمية حديثة في مجال المحاكاة الصحية، بهدف الاطلاع على أحدث الممارسات ولتطوير مهارات نقد وتقييم المقالات العلمية عند الحضور. كما تهدف الفعالية إلى فتح آفاق البحث العلمي في مجال التعليم الصحي باستخدام المحاكاة في الدولة. ونظم المركز حذف في نفس الأسبوع مسابقة مدربي المحاكاة والتي تهدف إلى صقل وتطوير مهارات الكادر الفني العامل على تدريب برامج دعم الحياة والمحاكاة المتخصصة المستخدمة في المؤسسة. ومسابقة مكياج الإصابات الوهمية "moulage" لاكتشاف المواهب الفنية بين موظفي المؤسسة، عن طريق تصوير إصابات وهمية باستخدام مواد متاحة ومتوفرة للجميع في العمل والمنزل.
رفع كفاءة الكوادر الطبية
وأكد سعادة الدكتور يوسف محمد السركال مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية أن مشاركة المؤسسة في فعاليات "الأسبوع العالمي للمحاكاة الطبية" تأتي في إطار الخطط الهادفة لرفع كفاءة الكوادر الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية وتطوير مهاراتهم حسب أحدث البروتوكولات والإجراءات الصحية، بما يدعم برامج التدريب المستمر بالرعاية الطبية التي يكون محورها المريض، عن طريق خلق بيئة محاكاة آمنة ومتكاملة وتدريباً فريداً للأطباء ولاختصاصيي الرعاية الصحية، لتحسين التواصل بين فريق العمل وتهيئهم للتعامل مع مختلف الظروف الطبية، وفي الوقت نفسه زيادة وعي المجتمع الطبي بفوائد وخصائص استخدام المحاكاة التدريبية لضمان تقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية للمرضى.
وأشار سعادة الدكتور السركال إلى أن توظيف تقنيات المحاكاة في الرعاية الصحية، يدعم جهود المؤسسة لمواكبة مستجدات العلاج بطرق مبتكرة ومستدامة وتعزيز وتطوير برامج التدريب للكوادر الطبية، تماشياً مع استراتيجية المؤسسة لتحسين الجاهزية والكفاءة في المرافق الصحية عبر دمج التكنولوجيا في وسائل التشخيص والعلاج، بما يتوافق مع رؤية المؤسسة وتطلعاتها لاستدامة خدمات الرعاية الصحية وفقا للمعايير العالمية، بهدف تحقيق سعادة المرضى والاستثمار المستدام في خدمات صحية مستقبلية، مما يرفع مكانتنا على مؤشر التنافسية العالمي في المجال الصحي.
الابتكار في دقة المحاكاة
وأوضح صقر الحميري مدير مركز التدريب والتطوير أن الأسبوع العالمي للمحاكاة الصحية يمثل مناسبة لزيادة وعي المجتمع الطبي في التدريب على المهارات السريرية للممارسين الصحيين، وتوفير تجربة ممتازة للتدرب على المحاكاة في الرعاية الصحية من خلال تسخير أدواتها لرفع كفاءة الكوادر الطبية المتخصصة للتعامل مع مختلف الحالات من خلال السيناريوهات المحتملة، خصوصا عند التعامل مع الحالات الحرجة، وذلك عن طريق الابتكار في دقة المحاكاة وتوفير ممارسات سريرية تطابق الواقع بأدق تفاصيله.
ولفت صقر الحميري إلى أن مركز التدريب والتطوير أطلق العام الماضي الوحدة المتنقلة للمحاكاة التدريبية الصحية كأحد المبادرات الداعمة لخط الدفاع الأول للتدريب الطبي على الأمور الفنية الصحية للتعامل مع تحديات مرض كوفيد-19، وتعتبر الوحدة المتنقلة قيمة مضافة لمشروع التدريب بالمحاكاة، ويلعب دوراً بارزاً في التعزيز من مستويات سلامة المرضى، وتتيح الوحدة المتنقلة أيضاً رفع الجاهزية المؤسسية للمرافق الصحية الحالية والمستقبلية. منوهاً إلى أن مركز التدريب والتطوير حاصل على الاعتماد الدولي للتدريب باستخدام المحاكاة الصحية من جمعية القلب الأمريكية والمجلس الأوروبي للإنعاش.
يذكر أن أهداف الأسبوع العالمي للمحاكاة الصحية والذي اختتمت فعالياته يوم 19 سبتمبر، تضمنت تطوير وتعزيز التعليم الطبي القائم على المحاكاة، وتنمية مهارات التعامل السلوكي والأخلاقي بين العاملين الصحيين في سبيل تحقيق مصلحة المريض وحفظ حقوقه، وتعزيز التعاون بين الجهات الأكاديمية الصحية والمستشفيات لرفع مستوى التعليم الطبي بالمحاكاة الصحية، ودعم بيئة العمل المحفزة للابتكار والإنتاجية بين جميع مهن الرعاية الصحية لنشر المعرفة في هذا المجال في جميع أنحاء العالم.