أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع مشروع منصة رفاهية لقياس مؤشر السعادة لدى الفريق الطبي والمرضى، وذلك ضمن حزمة البرامج والمشاريع المبتكرة التي أعلنت عنها الوزارة في معرض ومؤتمر الصحة العربي 2020 الذي يستضيفه مركز دبي التجاري العالمي من 27 ولغاية 30 يناير الجاري.
وتهدف الوزارة من خلال هذا المشروع الذي جاء بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي ووزارة الذكاء الاصطناعي، والذي يتضمن إنشاء منصة رفاهية لقياس نسبة السعادة والرفاهية لدى المرضى والكادر الطبي، إلى تطوير تصاميم حكومية مستقبلية، من خلال تعزيز كافة السياسات والبرامج والخدمات الحكومية التي تسهم في صناعة مجتمع إيجابي وسعيد. وترسيخ الإيجابية كقيمة أساسية في مجتمع الإمارات.
تسهل التواصل بين المريض ومقدمي الرعاية الصحية
وسيتم اختبار المنصة بناء على المعطيات التي سوف يتم اكتسابها عن طريق تطبيقها في مراكز ومستشفيات مختلفة داخل الدولة، وذلك للحفاظ على الآلية وسهولة فهمها واستيعاب مؤشر السعادة والرفاهية بدقة عالية من قبل الأطباء والمرضى. وذلك سوف يؤدي إلى نتائج أفضل على نطاق أوسع، وأيضاَ سوف يساهم في تفادي أية أخطاء ممكن حدوثها من قبل الطبيب أو الكادر الطبي.
وتوفر منصة رفاهية التي قيمة كبيرة من حيث توفير جودة عالية من خدمات الرعاية الصحية، حيث أنها تسهل عملية التواصل بين المريض ومقدمي الرعاية الصحية، كما تساعد في فهم مستويات رضا المتعاملين، بالإضافة إلى مستوى الرضا العام في المنشأة، والذي بدوره سيساعد في وضع الخطة المناسبة لتحسين المنشأة الطبية.
وتتضمن منصة الرفاهية مجموعة من الكاميرات الرقمية لرصد تعابير الوجه والصوت للمرضى وللفريق الطبي، لتحليل تعابير الوجه ومستويات التوتر الخاصة بالفرد عن طريق نبرة الصوت وإدراجها تحت منصة العافية التفصيلية حيث يتم قياس نسبة السعادة والرفاهية.
ويهدف المشروع إلى تعزيز ثقافة السعادة وجودة الحياة بين موظفي ومتعاملي وزارة الصحة ووقاية المجتمع، عن طريق تسخير الذكاء الإصطناعي والخدمات الصحية الذكية لقياس نسبة السعادة والرفاهية للمرضى والفريق الطبي، من أجل ضمان تقديم كافة الخدمات الصحية وفق معايير الجودة والكفاءة والشفافية" وترسيخ ثقافة الابتكار في بيئة العمل المؤسسي وإيجاد ثقافة مؤسسية راسخة في بيئة عمل محفزة، تشجع روح المنافسة الإيجابية وتعزز بيئة الإبداع والابتكار وتقدم حلولاً للتحديات المستقبلية.
السعادة وجودة الحياة
وأكد سعادة عوض صغير الكتبي الوكيل المساعد لقطاع الخدمات المساندة أن حكومة دولة الإمارات تضع السعادة وجودة الحياة على رأس أولوياتها، وتعمل على التطوير المستمر وتحقيق الاستدامة في هذا القطاع المحوري، حيث أطلقت الوزارة الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031 التي تهدف للانتقال بدولة الإمارات من مفهوم الحياة الجيدة إلى المفهوم الشامل لجودة الحياة المتكاملة، ما يساهم في دعم رؤية الإمارات 2021 ووصولاً إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071.
وأشار سعادة عوض إلى حرص وزارة الصحة ووقاية المجتمع على استشراف مسارات غير مسبوقة لتحقيق الابتكار في مجال جودة الخدمات الصحية، وابتكار حلول مستدامة لمستقبل الرعاية الصحية، من خلال تطوير تصاميم حكومية مستقبلية، وتحقيق إنجازات علمية باستخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي لرفع مستوى كفاءة المستشفيات والمراكز الصحية.
تطبيق المشروع في مستشفى الكويت بدبي
من جهته أوضح علي العجمي مدير إدارة نظم المعلومات الصحية إلى أن هذا المشروع بدأ تنفيذه في مستشفى الكويت بدبي كمرحلة أولية، حيث تم إنشاء منصة رفاهية ليتم قياس مؤشر الرفاهية للفريق الطبي والمرضى من خلال كاميرات تعمل على التقاط الصوت والصورة الخاصة للشخص، ثم تقوم المنصة بتحليل ضغط الدم وتعابير الوجه (سعيد ، حزين ، محايد ، إلخ) وتحليل مستويات التوتر الخاصة به عن طريق نبرة الصوت وإدراجها تحت منصة العافية التفصيلية حيث يتم قياس نسبة السعادة والرفاهية.
وأشار علي العجمي إلى أن الدراسات والأبحاث أثبتت مدى تأثير خلق بيئة العمل الإيجابية والارتباط بالعمل والسعادة بين الموظفين، في الاحتفاظ بالمواهب وتحسينها ورفع الإنتاجية، وبالتالي رفع نسبة رضا المرضى والمتعاملين بطريقة غير مباشرة، وتعتبر هذه المخرجات ذات أهمية قصوى وأولوية للوزارة، إذ تعتبر عوامل تمكين قوية لسعادة المريض وانطباعاته الإيجابية عن الخدمات، كما تولد تميزاً وتنافساً أعلى في القطاع الصحي، مما يؤثر إيجابياً على رفاهية المجتمع.
ومن الجدير بالذكر أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع أطلقت الإطار الاستراتيجي للسعادة وجودة الحياة والذي يشتمل على 3 محاور رئيسية وهي أفراد أصحاء باتباع أسلوب حياة صحي ونشط بنفسية جيدة وتفكير إيجابي وحياة متوازنة، وبيئة عمل إيجابية ومتناغمة تدعم الترابط الإيجابي وتمكن الأفراد من النمو والتطور، وعمليات وخدمة مرنة في متناول الجميع تكون ذات كفاءة وجودة عالية.
كما احتوى الإطار الاستراتيجي للسعادة وجودة الحياة 5 مُمكنات بالاستفادة من التطورات التكنولوجية المتطورة والمبتكرة، والشراكات لتعزيز جودة الحياة، باستخدام موارد مستدامة لتعزيز السعادة وجودة الحياة، وإدارة المعرفة بإنشاء منصات لتبادل المعلومات وتمكين استخدامها لرفع جودة الحياة، وإدارة البيانات الصحية لتعزيز المكانة على أجندة الصحة وجودة الحياة العالمية.