في إطار توجهات الحكومة الرشيدة إلى خلق منظومة بحث وتطوير وابتكار، مرتبطة بالبحث العلمي في مجال البحوث الصحية النفسية، أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع الأجندة البحثية للعامين 2018-2019 لدراسة اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال ضمن أنشطة السياسة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية في الدولة. وجرى خلال حفل الاطلاق عرض لملخص الأبحاث بحضور سعادة الدكتور يوسف محمد السركال الوكيل المساعد لقطاع المستشفيات، والدكتورة منى الكواري مديرة إدارة الرعاية التخصصية، والدكتور عادل كراني مدير مستشفى الأمل وأعضاء الفرق البحثية.
وتُعتبر الأجندة البحثية وسيلة علمية لايجاد حلول مبتكرة في رعاية الأطفال الذين لديهم عوارض الإصابة باضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة. وهي المرحلة الأولى من مشروع الابتكار في اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة للأطفال وتتضمن المراحل التالية عقد برامج تدريبية في الابتكار بمجال الصحة النفسية للاطفال وكذلك برامج تدريب وتوعية في المدارس.
وأكد الدكتور يوسف السركال حرص الوزارة على إجراء البحوث في مجال الابتكار، لإدخالها على نطاق أوسع والارتقاء بالأبحاث الصحية وفاعليتها في الدولة، وباستخدام أحدث المؤشرات وأدوات التحليل الذكية للكشف المبكر. وتوفير بيئة بحثية لتعزيز الأبحاث في مجال الصحة النفسية للأطفال لكونها تشكل قاعدة علمية للتعرف على مدى انتشار هذه الاضطرابات والوعي المجتمعي بها. بهدف إيجاد حلول ابتكارية وملائمة لمجتمع الإمارات وخصوصيته في رعاية هذه الفئة من الاطفال وذويهم. وتساهم هذه المبادرة في تحقيق رؤية سياسة الصحة النفسية التي أقرتها الحكومة الرشيدة كجزء من تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية 2021، والتي تتوافق مع خطة العمل العالمية في مجال الصحة النفسية لمنظمة الصحة العالمية 2013 ـ 2020.
وأضاف: "نعمل على أن تكون وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بيئة مؤسسية محفزة للابتكار والبحث والتطوير، وجعل الابتكار أساساً في تطوير الخدمات الصحية. واستخدام المجال البحثي في رفع مستوى الرعاية التشخيصية وبناء شراكات عالمية في في مجال الصحة النفسية وفق المعايير المطبقة عالمياً، للارتقاء بخدمات الصحة النفسية والاكتشاف المبكر للاضطرابات النفسية وإعداد قاعدة بيانات إحصائية وتعزيز البحوث العلمية عبر مسوحات تشخيصية لاضطرابات فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال، وتقديم التأهيل والدعم ودمجهم في المجتمع.
وقالت الدكتورة منى الكواري، مديرة إدارة الرعاية التخصصية، إن الفرق البحثية التي تعمل على تنفيذ الأجندة تشمل أخصائيين وأطباء وباحثين بالتعاون مع مستشفى الأمل ومركز الإحصاء والبحوث في الوزارة. كما تتضمن الأجندة ثلاثة بحوث بدأ العمل عليها في العام الحالي وتمتد حتى نهاية العام 2019. وسيتسنى للمؤسسات الصحية والمختصين في مجال الصحة النفسية للأطفال وكذلك الجمهور التعرف على مجريات هذه الأبحاث ومخرجاتها من خلال موقع الوزارة.
وتركز الأبحاث على دور التربويين في المدارس في مساندة الأطباء النفسيين في التعرف على أعراض الاصابة باضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة، مدى انتشار عوارض الاضطراب بين طلاب المدارس، والممارسات الاكلينيكية والسياسات التي تسهم في التشخيص الدقيق للاضطراب.