أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن إطلاق عدد من الحلول الرقمية في مجال الصحة العقلية والنفسية، والتي ستُحدث نقلةً نوعيّة على صعيد الممارسات السريرية، في إطار دعم وتمكين المرضى النفسيين من خلال البرامج العلاجية والتوعوية المتخصصة، بالإضافة لتدريب الأطباء الشباب على تجربة الواقع الافتراضي للتخصصات الطبية. وذلك ضمن مشاركة الوزارة في معرض ومؤتمر الصحة العربي 2019 المقام بدبي في الفترة بين 28 إلى 31 يناير الجاري.
وتشتمل هذه الحلول الرقمية على العلاج بمساعدة تقنية الواقع الافتراضي لفهم مرض انفصام الشخصية، والتعرف بشكل أعمق على ما يُعانيه المصابون بهذا المرض، وذلك بالاعتماد على تقنية (Gear by Oculus). بالإضافة إلى تقنيات آخرى من الواقع الافتراضي لعلاج مرضى الذُهان، و ضحايا التنمّر، و الشباب المصابين بالوسواس القهري، فضلاً عن برنامج مبتكر للعلاج السلوكي المعرفي لتعزيز القدرة على التكيف والذي يتم تقديمه في المدارس الابتدائية.
بالإضافة لتحفيز الأطباء الشباب للتخصص من خلال تجربة الواقع الافتراضي (VR) لمعاينة اليوم النموذجي للطبيب المتخصص في مكان عمله وتجربة بيئة المستشفى، من خلال إنشاء بيئة محاكاة حسية توفر تجربة سمعية وبصرية.
السياسة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية
وأكد الدكتور يوسف محمد السركال الوكيل المساعد لقطاع المستشفيات أن إطلاق الوزارة هذه الحلول الرقمية المبتكرة في مجال الصحة النفسية، تدل على تميزها وريادتها في استشراف مستقبل الرعاية الصحية، في إطار تنفيذ السياسة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية في الدولة، لضمان حقوق الأفراد، الذين يعانون من الأمراض النفسية، وتعزيز برامج الوقاية والاكتشاف المبكر للاضطرابات النفسية، وإعداد قاعدة بيانات إحصائية وطنية شاملة للصحة النفسية، وبناء شراكات محلية وعالمية لتأهيل ودعم المرضى النفسيين ودمجهم في المجتمع. إضافة إلى دعمها المستمر لتطوير البحوث العلمية والدراسات والنشر المتعلقة بالصحة النفسية. وذلك تماشيا مع استراتيجية الوزارة بتقديم الرعاية الصحيـة الشاملة والمتكاملة بطرق مبتكرة ومستدامة، و تحقيق أهداف الأجندة الوطنية 2021 في بناء نظام صحي فعال بمعايير عالمية.
وأشار سعادته إلى أن اعتماد تقنية الواقع الافتراضي في تقديم أحدث الخدمات النفسية والعقلية للمرضى تأتي في إطار حرص الوزارة على دمج الذكاء الاصطناعي بنسبة 100% في الخدمات الطبية لاستشراف مستقبل الرعاية الصحية، و ابتكار مسارات و حلول استباقية لتعزيز سعادة المرضى، تنفيذاً لاستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي أحد المشاريع الحيوية ضمن مئوية الإمارات 2071 للارتقاء بالأداء الحكومي وتسريع الإنجاز وخلق بيئات عمل مبدعة ومبتكرة.
تعزيز ريادة مستشفى الأمل على مستوى المنطقة
وقالت الدكتورة منى الكواري مدير إدارة الرعاية الصحية التخصصية في الوزارة، إن توظيف تقنيات محاكاة الواقع الافتراضي في الخدمات النفسية والعقلية، تدعم جهود الوزارة لمواكبة مستجدات العلاج في الصحة النفسية بطرق مبتكرة ومستدامة وتعزيز وتطوير برامج الصحة النفسية، من خلال تنفيذ البرنامج الوطني للصحة النفسية، لتحقيق التمكين الاجتماعي والنفسي للمريض وتوفير خدمات تعزيزية وعلاجية وتأهيلية بجودة متميزة.
ولفتت إلى ريادة مستشفى الأمل للصحة النفسية على مستوى المنطقة في اختبار وتطبيق تلك التقنيات والحلول النوعيّة والمبتكرة، بالتعاون مع مؤسسة ’مودسلي هيلث‘، التابع لمستشفى ’مودسلي‘في المملكة المتحدة، كي يغدو مستشفى الأمل أحد أهم مراكز التميّز في مجال الطب النفسي والصحة العقليّة.
و تسمح إمكانات الواقع الافتراضي للأطباء النفسيين بإجراء قياس وتقييم آني للاستجابات المعرفية والعاطفية والفيزيولوجية والسلوكية للمرضى النفسيين، و تقدم فهماً متعمّقاً للمواقف، بالإضافة إلى تحسين عملية تقييم ومعالجة مشاكل الصحة العقلية والنفسية والبدنية بشكلٍ عام". وتشير التقديرات على الصعيد العالمي إلى أن واحداً من بين كل 4 أشخاص يعاني أحد أنواع الاضطرابات النفسية، والتي تؤثر أيضاً على نحو 450 مليون شخص حول العالم.
مختبر الشباب التعليمي الذكي باستخدام الواقع الافتراضي
في إطار مساعي وزارة الصحة ووقاية المجتمع على تحفيز الأطباء الشباب لمتابعة دراستهم والتخصص في مختلف التخصصات للمضي قدمًا في حياتهم المهنية نحو التخصصات المطلوبة والتي تؤثر في تحقيق مؤشرات الأجندة الوطنية 2021. أطلق مجلس شباب وزارة الصحة ووقاية المجتمع مشروع مبتكر لتطوير تجربة الواقع الافتراضي (VR) لتجربة الواقع أو اليوم النموذجي للطبيب المتخصص في مكان عمله لتجربة بيئة المستشفى، وتحديدًا غرفة الطوارئ [ER] ، بشكل واقعي من خلال إنشاء بيئة محاكاة حسية توفر تجربة سمعية وبصرية. و سيتمكن المستخدمون من اختيار سيناريو واحد من بين 3 سيناريوهات. وسيكون كل سيناريو ممثلاً لتخصص معين: أخصائي أمراض القلب، الغدد الصماء، علوم الطوارئ.