كشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن دخولها بمشروع أبحاث طبية مبتكرة لإنتاج خلايا جذعية مستحدثة لأول مرة (مازالت تحت التجارب والأبحاث) لإصلاح وتجديد عضلة القلب، وتعرض الوزارة في منصتها المشاركة بمعرض ومؤتمر الصحة العربي 2020 بدبي، بين 27 إلى 30 يناير الجاري، تطورات المشروع الذي يجري العمل عليه بالشراكة مع جامعة أوساكا.
ومن خلال هذا المشروع وتكنولوجيا هندسة الأنسجة تم تصنيع خلايا لأنسجة عضلة القلب تم زراعتها في حاضنات بشرية متخصصة يمكن استخدامها لإصلاح وتجديد عضلة القلب. حيث يمكن أن تستخدم الخلايا الجذعية المستحدثة لعلاج العديد من الأمراض مثل تضخم القلب واعتلال القلب الإقفاري (Cardiac Myopathy) وغيره. ومن المعروف أن الأمراض التي تصيب القلب تؤثر على عضلة القلب بما يحول دون تجددها ويعاني المصاب من مضاعفاتها مدى الحياة.
حلول مبتكرة بالطب التجديدي لأمراض القلب
وأشار سعادة الدكتور يوسف محمد السركال الوكيل المساعد لقطاع المستشفيات إلى أن الهدف من شراكتنا مع جامعة أوساكا في مجال الطب التجديدي والخلايا الجذعية، هو تقديم حلول مبتكرة لأمراض القلب، تتكامل مع الاستراتيجيات الوقائية والوسائل العلاجية التي تطبقها وتطورها الوزارة، من خلال تعزيز الشراكة مع المؤسسات البحثية الطبية الرائدة بالعالم واستخدام التكنولوجيا المبتكرة في تقديم الرعاية الصحية في مجال الأنشطة البحثية والتقنيات المبتكرة والخدمات العلاجية والاستشارية والأنشطة ذات الصلة. بالإضافة لتعزيز التعاون في مجال بناء القدرات والتدريب على المهارات والتقنيات المبتكرة وفرص التعلم من خلال الدورات التدريبية والندوات وورش العمل، وتبادل زيارات المتخصصين والخبراء وتطوير البنية التحتية الرامية إلى تطوير الرعاية الصحية.
تدعم الخطة الوطنية لأمراض القلب والشرايين
ولفت سعادته إلى أن الوزارة مهتمة من خلال شراكتها مع جامعة أوساكا بتعزيز برنامج العلاج بالخلايا الجذعية ذات التقنيات الطبية المبتكرة، التي بات استخدامها يتوسع بوتيرة سريعة وتعمل على إعادة وظائف الخلايا، من خلال تمكين الجسم من إصلاح واستبدال وتجديد الخلايا والأنسجة والأعضاء التالفة والمترهلة والمريضة. وأردف أن خطة السياسة الوطنية لرعاية القلب والشرايين، تشمل أفضل الممارسات الاكلينيكية الشاملة بدءاً من وضع معايير لترخيص مراكز تميُّز في تقديم الرعاية الصحية لمرضى القلب والشرايين، وتدريب العاملين الصحيين على أفضل الممارسات العالمية، وإعداد سجل وطني لأمراض القلب والشرايين، وتوسيع حملات الكشف المبكر وتطوير تطبيقات ذكية لعوامل الاختطار، وخدمات الرعاية التلطيفية.
دراسة إكلينيكية مشتركة بين الوزارة وجامعة اوساكا
وأوضحت الدكتورة كلثوم البلوشي مدير إدارة المستشفيات أن الطب التجديدي بات يسهم بشكل فاعل في علاج العديد من الأمراض المستعصية، خصوصاً أنه يشمل ضمن تخصصاته العلاج بالخلايا الجذعية التي أثبتت كفاءتها على نحو ملحوظ في مجال أمراض القلب، وتشكل تطوراً طبياً يعكس إيجابيات كثيرة على آلاف المرضى حول العالم، حيث أن التلف الذي يصيب جزءاً من عضلة القلب بعد التعرض لأزمة قلبية يمكن علاجه باستخدام خلايا جذعية من قلب المريض نفسه.
ومن الجدير ذكره أن الخلايا الجذعية المستحدثة يتم إنتاجها من خلايا بشرية بالغة بعد إعادة برمجتها، ويمكنها أن تنمو لتشكل أنواعاً متعددة من أنسجة الجسم. وسيتم وضع شرائح خلايا عضلات القلب على قلب المريض لمساعدته في استعادة وظائفه.