احتفلت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بمناسبة اليوم العالمي للدرن "السل" تحت شعار "حان الوقت " ونظمت عدة فعاليات بهدف إذكاء الوعي حول خطورة مرض السل، والتعريف بأعراضه وطرق انتقاله، وتسليط الضوء على جهود الوزارة في تنفيذ البرنامج الوطني لمكافحة السل، والتي تتضمن توفير الرعاية الصحية لجميع مرضى السل، بدءاً من تشخيص المرض، مروراً بمرحلة العلاج والمتابعة وحتى الشفاء التام. وتستمر جهود التوعية والتثقيف ضمن خطة متكاملة على مدار العام.
وأقامت على هامش الاحتفال ندوة علمية تستهدف العاملين في أنشطة البرنامج على مستوى الدولة، واستضافت خبير في مجال مكافحة الدرن من خارج الدولة، وكذلك عدد من الخبراء المحلين وأساتذة الجامعة، بهدف إطلاع العاملين في أنشطة البرنامج من أطباء و فنيين على المستجدات في مجال مكافحة الدرن وتبادل الخبرات ومناقشة التحديات ومجالات التحسين.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن مرض الدرن "السل" ينتقل عن طريق الهواء وهو أخطر الأمراض القاتلة في العالم. حيث يفقد كل يوم حوالي 4500 شخص حياتهم بسبب الدرن "السل"، ويصاب به حوالي 30,000 شخص يومياً. وتلفت المنظمة إلى أن مكافحة السل لاتنحصر بالقطاع الصحي، ويجب أن تشترك جميع القطاعات وتنسق أنشطتها، وتكون مسؤولة عن دورها في القضاء على مرض السل، ونبهت إلى أن كل دولار أمريكي يستثمر في أنشطة إنهاء مرض السل، يُوفر 43 دولارًا أمريكيًا على أنظمة الرعاية الصحية، بالإضافة إلى الفوائد المتعددة للمجتمع. إن القضاء على مرض السل ليس ضرورة أخلاقية فحسب ، بل إنه منطقي من الناحية الاقتصادية.
تطوير النظام الصحي للوقاية من الأمراض السارية
وأكد سعادة الدكتور حسين عبد الرحمن الرند وكيل الوزارة المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية، أن فعاليات اليوم العالمي للدرن "السل"، تمثل فرصة مناسبة لرفع مستوى الوعي العام، بما يخلّفه وباء السل من آثار صحية واجتماعية واقتصادية، ولتكثيف الجهود العالمية الرامية إلى إنهاء هذا الوباء العالمي. ولفت إلى الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات في نهاية نوفمبر الماضي، شهدت إطلاق المرحلة التجريبية لنظام ذكي لتشخيص مرض السل، بالاعتماد على أحدث تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ويسهم النظام الجديد بتخفيض النفقات الحكومية التي يتم تخصيصها للمنشآت الصحية والعلاجية والفرق الطبية والأجهزة التشخيصية، ويرفد جهود دولة الإمارات في إطار توظيف التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي لتطوير خدمات مبتكرة تسهم بالارتقاء بمستوى حياة أفراد المجتمع.
وأكد على استراتيجية الوزارة في مكافحة السل وعلاجه بالتعاون والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، من خلال تطوير النظام الصحي لوقاية مجتمع دولة الإمارات من الأمراض السارية والسيطرة عليها، وتحسين نتائج المؤشر الوطني لنسبة الخفض في حدوث مرض السل بين أفراد المجتمع في الدولة. حيث بدأت أنشطة مكافحة السل منذ أكثر من 40 عاماً، بهدف تقليل أعداد المصابين عن طريق الكشف المبكر للحالات المصابة، وزيادة نسبة شفاء المرضى وتقليل عدد الوفيات الناجمة عن هذا المرض.
تطبيق برنامج الفحص المبكر عن الدرن "السل"
ولفتت الدكتورة ندى المرزوقي مدير إدارة الطب الوقائي إلى مشاركة دولة الإمارات في إقرار استراتيجية إقليمية 2016 إلى 2020 على مستوى شرق المتوسط، للقضاء على السل في الإقليم. حيث قامت الوزارة بالتعاون مع الهيئات الصحية بالدولة وشركائها الاستراتيجيين، بتنفيذ العديد من الاستراتيجيات والبرامج الوقائية، للحد من انتشار هذا المرض والسيطرة عليه مثل؛ توحيد طرق الترصد، وتوحيد نظم العلاج، وتطوير نظام متابعة فعال، وتوفير أدوية السل بصورة مستمرة، والعمل على بناء قدرات العاملين في أنشطة البرنامج، بالإضافة إلى إعطاء التطعيم الوقائي للأطفال عند الولادة، لمنع حدوث صور المرض الخطيرة في مرحلة الطفولة، وتطبيق برنامج الفحص المبكر عن السل كفحص اللياقة الطبية لطالبي الإقامة بالدولة.
فعاليات توعوية عن الدرن "السل"
ونوهت الدكتورة فضيلة محمد شريف مدير إدارة التثقيف والتعزيز الصحي، إلى أن أنشطة وفعاليات اليوم العالمي للسل ستبدأ في 24 مارس لمدة أسبوع حتى31 مارس 2018، وتتضمن أنشطة مجتمعية في العديد من المراكز التجارية ومراكز الطب الوقائي ومراكز الرعاية الصحية الأولية، حيث يقوم العاملون الصحيون المشاركون في هذه الفعاليات، باستقبال الجمهور والشرح والإجابة عن استفساراتهم وتوزيع المواد التثقيفية.
وذكرت أن المناطق الطبية تنظم عدة أنشطة توعوية عن الدرن، حيث تنظم منطقة دبي الطبية احتفالاً تحت شعار "حان الوقت لعالم خالٍ من الدرن" يوم الثلاثاء بالطب الوقائي، وتتضمن الفعالية محاضرة، مسابقة وجوائز للفائزين، وتوزيع نشرات توعوية عن مرض الدرن على الموظفين ووضع ملصقات على مداخل الأقسام وأجهزة البصمة. وفي أم القيوين يشمل برنامج الفعالية فيلم وثائقى عن مرض الدرن، ونبذة تاريخية عن مرض الدرن، وتكريم الحالات المسجلة لعام 2018، ومنسقى البرنامج فى المؤسسات الصحية.
وتقيم منطقة الشارقة الطبية فحوصات طبية للدرن والسكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة. بالإضافة إلى محاضرة توعوية عن السل، ومعرض عن المواد التعليمية والسل، وبرنامج توعية في بلدية الشارقة. كما تنظم منطقة عجمان الطبية ندوة عن الصحة العامة والدرن، وفعاليات توعوية مع عدة جهات حكومية وخاصة في عجمان. وفي إطار متصل عملت منطقة رأس الخيمة الطبية على وضع إضاءة حمراء على مبنى الطب الوقائي للتوعية بالدرن، وأقامت برنامج توعوي لفئة العمال في مصنع سيراميك رأس الخيمة، وفعالية توعوية للمجتمع في منار مول، إضافة لفعالية فيعيادة الدرن بالطب الوقائي (توعية للمراجعين/نشرات توعوية/ هدايا)، البرنامج العلمي ندوة للأطباء والفنيين.