تولي وزارة الصحة ووقاية المجتمع أهمية كبيرة للتوعية بالسمنة حيث أدرجت في خططها الاستراتيجية حزمة من المبادرات والبرامج الفاعلة والهادفة الى الحد من السمنة وتعزيز أنماط حياة صحية مرتبطة بالغذاء الصحي والنشاط البدني. ويمثل اليوم العالمي للسمنة الموافق لتاريخ 4 مارس من كل عام مناسبة لتسليط المزيد من الضوء على الأشواط الطويلة التي قطعتها في مكافحة السمنة من خلال جهودها المبذولة لتطوير نتائج المؤشر الوطني للسمنة، تماشياً مع استراتيجيتها الوزارة الهادفة لتقديم الرعاية الصحيـة الشاملة والمتكاملة بطرق مبتكرة ومستدامة تضمن وقاية المجتمع من الأمراض، وتدعم أهداف الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة.
وبناءً على نتائج المسح الوطني 2017 – 2018 تصل نسبة السمنة عند البالغين في دولة الامارات إلى 27.8%. بينما بلغت نسبة السمنة عند الأطفال واليافعين 17.35% في الفئة العمرية من 5 – 17 سنة وذلك حسب آخر الإحصائيات الناتجة عن الفحص الدوري لطلبة المدارس، وتبرز الجهود المشتركة التي تبذلها الوزارة مع الجهات الصحية بالدولة لتنفيذ خطة عمل وطنية وفق أطر زمنية ومؤشرات أداء، في تعزيز البيئة الصحية المناسبة وتشجيع الأفراد والأسر على اتباع أسلوب حياة صحي للتعامل مع تحدي السمنة، بما يسهم بتحقيق أهداف المبادرة الوطنية "تعزيز الوعي بأنماط الحياة الصحية.
حملات توعية إعلامية
وأطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع العديد من الحملات التوعوية الإعلامية والتي تهدف إلى الوصول إلى المجتمع مثل حملة "معاً نحرّك مجتمعنا" بهدف تشجيع النساء من الفئة العمرية 18-44 في الدولة على ممارسة النشاط البدني وتبني أساليب وأنماط الحياة الصحية النشطة للوقاية من السمنة. كما شملت هذه الحملات توعية بأهمية الغذاء الصحي من خلال حملتين موسعتين للتوعية بأضرار المشروبات المحلاة على الصحة، تماشياً مع فرض الضريبة الانتقائية على المشروبات المحلاة بنسبة 50% وبنسبة 100% على مشروبات الطاقة، ما يسهم في تقليل استهلاكها والوقاية من السمنة.
كما تحرص الوزارة على الوصول إلى كافة شرائح المجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم توعية الجمهور وبشكل مستمر من خلال الحساب الرسمي لحملة " معكم" الهادفة لإشراك وتمكين أفراد المجتمع من اتخاذ خطوات جدية وجذرية للارتقاء بالمستوى الصحي للمجتمع، والتي يتم من خلالها تقديم نصائح توعوية مرتبطة بالغذاء الصحي والنشاط البدني. كما خصّت الوزارة موظفي الجهات الحكومية بمبادرة " بيئة عمل صحية وإيجابية"، بهدف خلق بيئة داعمة لصحة الموظفين تشجع على تبني أنماط حياة صحية.
إحصائيات عالمية
ولفت الاتحاد العالمي للسمنة إلى أن المشاكل الصحية التي تسببها السمنة المفرطة يمكن أن تتسبب في إنفاق 1.2 تريليون دولار سنوياً اعتباراً من عام 2025 حيث تعد السمنة والتدخين العاملين الرئيسيين وراء ارتفاع أعداد المصابين بالسرطان والنوبات القلبية والسكتات الدماغية والسكري في جميع أنحاء العالم.
وتوقع تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، أن يعاني 2.7 مليار بالغ في جميع أنحاء العالم من زيادة الوزن والسمنة بحلول عام 2025.