نظمت وزارة الصحة ووقاية المجتمع ورشة عمل افتراضية لبدء مرحلة الإعداد والتنفيذ لمنصة "تطمين"، المنصة الوطنية لتتبع وتعقب الأدوية، استعداداً لتفعيل نقلةٍ نوعية في قطاع الأدوية بدولة الإمارات. وتأتي الورشة في إطار التحضيرات الجارية لبرنامج الإعداد والتنفيذ الخاص بشركاء سلسلة التوريد المختارين للنظام، والذي يستمر إلى شهر ديسمبر من العام الجاري، على أن تتبعه مباشرة المؤسسات الرئيسية الأخرى في صناعة الأدوية، مثل الصيدليات والعيادات والمستشفيات وغيرها.
وجمعت الورشة التي امتدت لثلاثة أيام، الوكلاء المرخصين والشركات المصنعة للمنتجات الطبية وشركات الخدمات اللوجستية، بالإضافة لشركة "إيفوتيك" الشركة المنفذة للمشروع، وذلك بهدف تسليط الضوء على آخر مستجدات المنصة وبحث خطوات التنفيذ، وتقديم إرشاداتٍ حول المسار المستقبلي للمنصة.
وتعتبر منصة "تطمين" حلاً رقمياً يهدف إلى تعقب وتتبع مراحل تصنيع المنتجات الدوائية وتأمين إمداد مرافق الرعاية الصحية بالدولة بهذه المنتجات. وتسهم المنصة في تتبع الأدوية المرضى لرفع كفاءة الخدمات الصحية والذكية بالوزارة والتعامل بكفاءة مع المنتجات الطبية المغشوشة أو منتهية الصلاحية أو غير المصرح بها.
مرحلة جديدة للقطاع الدوائي
وتعليقاً على مخرجات الورشة، قال سعادة أحمد علي الدشتي الوكيل المساعد لقطاع الخدمات المساندة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع: " تعكس ورشة العمل التزامنا بتوفير كافة السبل الضامنة لنجاح إطلاق منصة "تطمين" ودخولها طور التنفيذ، وتعزيز وعي المعنيين والشركاء بآليات عمل المنصة والحلول التي توفرها لسلاسل الإمداد والتوريد الدوائية. ونؤمن بأهمية تضافر جهود جميع الأطراف المعنية لإنجاح مرحلة الإعداد. ونثق بأن تعاوننا ومشاركة خبراتنا تحت مظلة "تطمين" سيمهدان الطريق لدخول مرحلة جديدة للقطاع الدوائي الوطني. ونشكر جميع المشاركين في فعاليات ورشة العمل، لا سيما الوكلاء وشركات التصنيع المرخصة.
وأشار سعادة الدشتي إلى حرص الوزارة على تعزيز مسيرة التحول الرقمي الذي تشهده خدماتها في جميع المجالات ومنها الدوائية، في إطار تكاتف الجهود مع الشركاء في منصة "تطمين" لترسيخ ريادة الدولة في المجال الرقمي، وتماشياً مع التوجهات الحكومية في استثمار التقنيات الرقمية ضمن المشاريع الحيوية لتعزيز جودة الخدمات وتسريعها. ولفت إلى أهمية المنصة المبتكرة "تطمين" التي تشكل تحولاً هاماً في القطاع الدوائي، لكونها تعتمد على حلول "نظام التتبع الذكي" وتستعين بأفضل التقنيات والتجهيزات لتعقب رحلة المنتجات الدوائية والطبية في سلسلة التوريد وتعزيز الشفافية والموثوقية.
بدوره أفاد علي العجمي، مدير إدارة الصحة الرقمية في الوزارة، أن ورشة العمل التي انعقدت اليوم تأتي استكمالاً للورشة التي جمعت الجهات الحكومية المعنية بمنصة "تطمين" واستعرضنا فيها ميزاتها النوعية، الجهود الرائدة لدولة الإمارات في ضمان أمان وموثوقية الأدوية المصنعة داخل الإمارات والمستوردة. بالاعتماد على تقنية التتبع الذكي "Track Smart" وذلك تماشياً مع معايير التسلسل الرقمي لمؤسسة "GS1" مما يعزز الثقة بالأصناف الدوائية.
وستتمكن الجهات المختصة من استخدام منصة "تطمين" لتسهيل مهمتها في منع دخول الأدوية المغشوشة أو غير المصرح بها إلى الدولة، عن طريق التحقق من رمزها التسلسلي ثنائي الأبعاد التابع ل" GS1 "عن طريق استخدام موقع إلكتروني آمن أو تطبيق على الهاتف المتحرك. فيما ستدعم المنصة من ناحية أخرى المستهلكين للتأكد من صلاحية وموثوقية الأدوية عند الشراء، ما يساعد على توفير رؤية واضحة وشاملة لمصادر المنتجات وسلامتها وصلاحيتها.
تعزيز كفاءة سلاسل الإمداد
ومن جهته، قال جهاد طيارة، الرئيس التنفيذي لشركة "إيفوتك": " نفخر بمساهمتنا في هذه المنصة المُبتكرة، والتي تمثل نقلةً نوعية في مسيرتنا، وأداةً متكاملة تعزز كفاءة رصد ومراقبة كافة مراحل سلاسل الإمداد والتوريد الدوائية، من المُنتج إلى المستهلك. ونتطلع قُدماً لبدء المرحلة التشغيلية لهذه المنظومة في دولة الإمارات، وكلنا ثقةٌ بأن منصة تطمين ستحدث تحولاً جذرياً في القطاع الدوائي، وتعزز آليات التواصل بين كافة المعنيين على صعيد توزيع وتصنيع ورقابة الأدوية."
وستعمل "إيفوتك" بالتعاون مع الموردين المعتمدين لتوظيف إمكاناتهم التقنية لضمان كفاءة عملية الاتصال والإعداد الشاملة والنهائية. ويتوقع أن يتم تفعيل جميع الوظائف الخاصة بالجهات المعنية من القطاع الخاص بشكل كامل لتكون متصلة عند استكمال مرحلة الإعداد والتنفيذ، لتضطلع منصة "تطمين" بدور محوري في عملية تأمين واستدامة سلامة وجودة صناعة الأدوية المحلية والمستوردة.