تحت عنوان "جودة الحياة" شهدت العاصمة أبوظبي الافتتاح الرسمي للدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الصحة لدول منظمة التعاون الإسلامي (ICHM) الذي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة متمثلة بوزارة الصحة ووقاية المجتمع من 15-17 ديسمبر 2019، بحضور الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ومعالي وزراء الصحة وممثلين رفيعي المستوى من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وممثلي منظمات دولية.
وبدأت الجلسة بكلمة لمعالي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وزير الصحة في المملكة العربية السعودية التي استضافت الدورة السابقة تحدث فيها عن الخطط والتحديات التي تعمل عليها وزارات الصحة في الدول الأعضاء لمواكبة مايشهده العالم من متغيرات في النمط الصحي، وتأثيرها بشكل مباشر على صحة المجتمعات، مؤكداً على أهمية مراعاة القضايا الصحية المتعلقة بإدراج الصحة في كل السياسات والتغطية الصحية الشاملة والاستعداد لمختلف أنواع الطوارئ الصحية، والرصد والاستجابة لمهددات الصحة العامة، وتحريك الموارد والطاقات لمجابهة الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية .
ونوه إلى أن برنامج التحول الصحي في المملكة العربية السعودية يحقق الاستثمار في الصحة كمتطلب رئيس لجهود التنمية المستدامة وفق رؤية المملكة 2030 لتسهيل الوصول للخدمات الصحية وتعزيز الوقاية من المخاطر الصحية . وأشار إلى أن خبرة المملكة في التعامل مع فيروس كورونا في رفع مستوى الرصد والاستجابة بالشكل المناسب، بالإضافة لخبرتها في إدارة طب الحشود في موسمي العمرة والحج، تجعلها قادرة على تقديم الدعم التقني للدول الأعضاء لمواكبة مستجدات السياسات الصحية التي تسعى المنظمة لتحقيقها.
تسلم الإمارات رئاسة الدورة
وأشار معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع بعد تسلمه رئاسة الدورة السابعة للمؤتمر الاسلامي لوزراء الصحة، إلى أن استضافة دولة الإمارات لأعمال الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الصحة يأتي في إطار تعزيز تكاتف الجهود بين الدول الأعضاء، للمضي قدماً نحو تحقيق التنمية المستدامة والرعاية الصحية في العالم الإسلامي. مؤكداً سعي دولة الإمارات لأداء دور فاعل ومؤثر في دعم جهود منظمة التعاون الإسلامي، من خلال مشاركة تجربتها وخبراتها في مواجهة التحديات الصحية، وتبادل الخبرات مع الدول الأعضاء في إطار مشترك لتحقيق التنفيذ الأمثل لخطط وبرامج العمل الاستراتيجي في مجال الصحة لمنظمة التعاون الإسلامي 2014-2023.
تزامن المؤتمر مع إطلاق "عام الاستعداد للخمسين"
ولفت معالي عبد الرحمن العويس إلى تزامن انعقاد المؤتمر مع حدث وطني متميز وعلامة فارقة في مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو إعلان القيادة الرشيدة في الدولة عن إطلاق اسم "عام الاستعداد للخمسين" كبرنامج عمل للعام القادم 2020، وذلك مع اقتراب دولة الإمارات من عيدها الخمسين في عام 2021، وسعياً لتحقيق قفزة كبيرة في مسيرة الدولة التنموية وتصميم الخمسين عاماً القادمة للأجيال الجديدة من ناحية الخطط والمشاريع واستشراف المستقبل. مما سيمثل إضافة نوعية لجهود الدولة في دعم منظومة العمل المشترك في منظمة التعاون الإسلامي.
وأوضح معالي العويس أن اختيار "جودة الحياة" كشعار لهذا المؤتمر يتناغم مع شعار الدورة السابقة، وهو"الصحة في جميع السياسات" من خلال إيلاء الصحة العامة أولوية في جميع الأنظمة والتشريعات، لتعزيز مستوى الصحة ومكافحة الأمراض والوقاية منها. حيث أن "جودة الحياة" تمثل المحور الأساسي في مسيرة النهوض والتنمية من خلال تعزيز أسلوب الحياة الصحي والتفكير الإيجابي والحياة المتوازنة، بالإضافة إلى تحقيق بيئة عمل إيجابية ومتناغمة تدعم الترابط الإيجابي، وتُمَكِّن الأفراد من النمو والتطور، والوصول لخدمات صحية ذات كفاءة وجودة.
وأعرب العويس عن ثقته بأن أعمال المؤتمر ستكون بناءة وحافلة بالقرارات الفعالة التي من شأنها تعزيز مسيرة التعاون المشترك، للخروج بقرارات وتوصيات تحقق طموحات وآمال شعوب الدول الأعضاء، نحو مزيد من الترابط والتكامل، وتحقيق التغطية الصحية الشاملة وأهداف التنمية المستدامة، لإنجاز الاستقرار والنماء وتحقيق جودة الحياة لشعوب منظمة التعاون الإسلامي تنفيذاً لعنوان الدورة السابعة من مؤتمر وزراء الصحة.
تسخير القدرات لتحسين الصحة في الدول الأعضاء
بدوره تقدم معالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي بالشكر لدولة الإمارات على استضافتها الدورة وكرم الضيافة وحسن الاستقبال. مؤكداً على إدراك المنظمة للدور المحوري للصحة في بلوغ الرفاه العام وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول الأعضاء، لافتاً إلى أن الفضل في التقدم المحرز يرجع إلى اعتماد الدول لبرنامج العمل الاستراتيجي للمنظمة في مجال الصحة للفترة 2014-2023 من خلال توسيع نطاق البرامج وتبني الشراكات الدولية للتصدي للتحديات الصحية .
وشكر العثيمين مؤسسات المنظمة ذات الصلة بما فيها الكومستيك وسيسريك والبنك الإسلامي للتنمية والايسيسكو ومجمع الفقه الاسلامي الدولي ومنظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية للطاقة الذرية والصندوق العالمي لمكافحة الأيدز والسل والملاريا والتحالف الدولي للقاحات والتحصين وتواصل المنظمة الاسهام في مكافحة الامراض المعدية وغير المعدية، وإنشاء شبكة منظمة التعاون الإسلامي للأطباء يطلق عليها اسم الهيئة الطبية لتقديم الخدمات الطوعية الطبية للمجتمعات الأكثر احتياجاً وضحايا الحالات الطارئة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي بالأدوية واللقاحات والتكنولوجيا الصحية الفعالة . مؤكداً على أهمية تسخير القدرات والطاقات لتحقيق الخطة المتكاملة لتحسين الصحة في الدول الأعضاء.
منظمة الصحة العالمية جهة داعمة
وفي كلمة مسجلة أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس غيبريسوس على أهمية انعقاد الدورة السابعة للمؤتمر الاسلامي لوزراء الصحة، في إطار الجهود العالمية لمواجهة التحديات الصحية وتحقيق الأمن الصحي العالمي، مشيراً إلى استعداد منظمة الصحة العالمية لتعزيز فرص التعاون مع دول المنظمة في مجال التعامل مع الأمراض والاستجابة لمتطلبات الصحة العامة .
جهود الإمارات لتعزيز جودة الحياة
أكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة الدولة للسعادة وجودة الحياة مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء، أن التطورات المتسارعة التي تشهدها حياة الناس وتداعياتها على جودة الحياة وارتباطها بمختلف القطاعات الحيوية، خصوصا القطاع الصحي، أفرزت أربعة توجهات عالمية جديدة تتضمن تزايد أهمية الصحة النفسية، وتعزيز أسلوب الحياة الصحي والنشط، وتصميم المدن لحياة صحية مديدة، ونشوء قطاعات اقتصادية جديدة.
وتناولت معالي عهود الرومي في الكلمة الرئيسية لفعاليات الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الصحة، العلاقة التبادلية بين الصحة وجودة الحياة، ومفهوم جودة الحياة المتكاملة الذي تتبناه حكومة دولة الإمارات، وتطرقت إلى الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة التي اعتمدها مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" لتجسد المفهوم الإماراتي الشامل لجودة الحياة المتكاملة والمتوازنة لأفراد ومجتمع دولة الإمارات، وتمثل إطاراً عمليا لتحقيقه، من خلال التركيز على ثلاثة مستويات رئيسية هي: الدولة والمجتمع والأفراد، واستعرضت عددا من المبادرات التي أطلقها البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة بالشراكة مع الجهات الحكومية والمجتمع، بهدف تعزيز صحة الأفراد الجسدية والنفسية والارتقاء بجودة حياتهم، والتي كان لها أثر إيجابي مباشر على المجتمع.
وشهدت الجلسة الثانية اعتماد مشروعي جدول أعمال وبرنامج عمل المؤتمر، وانعقدت جلسة نقاشية حول موضوع التغطية الصحية الشاملة بمشاركة رؤساء الوفود الأعضاء بالمنظمة بمداخلات لتوضيح برنامج عملهم، والنتائج التي توصلت إليها دولهم لتحقيق الالتزام بالتغطية الصحية الشاملة، كما تطرق رؤساء الوفود إلى مواضيع صحية متنوعة على الأصعدة المحلية والعالمية.