في إطار تنفيذ استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي أحد المشاريع الحيوية ضمن مئوية الإمارات 2071 للارتقاء بالأداء الحكومي وتسريع الإنجاز وخلق بيئات عمل مبدعة ومبتكرة، تعتزم وزارة الصحة ووقاية المجتمع تطبيق تقنية إعادة التأهيل الافتراضي VR في العلاج الطبيعي لمرضى الجلطة الدماغية واضطراب التوازن واضطرابات النمو عند الأطفال والشلل الدماغي ومتلازمة باركنسون وغيرها، بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم خدمات صحية تنافسية محلياً وعالمياً.
وتستند تقنية إعادة التأهيل الافتراضي VR إلى محاكاة العالم الافتراضي ليلائم تحقيق العديد من المتطلبات للتدخل الفعال لتحقيق أعلى مستوى بأفضل النتائج باستخدام وحدة تحكم ألعاب الفيديو بالإضافة إلى جهاز الاستشعار الحركي، وقد أثبتت الدراسات العلمية كفاءة هذه التقنية المبتكرة في إعادة تأهيل المرضى وحتى في علاج كثير من الحالات.
وفي هذا السياق أكد الدكتور يوسف محمد السركال الوكيل المساعد لقطاع المستشفيات حرص الوزارة على دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الطبية في إطار استشراف مستقبل الرعاية الصحية، وابتكار مسارات وحلول استباقية لتعزيز سعادة المرضى، وتحقيق أجندة 2030 للتنمية المستدامة نحو توفير الصحة الجيدة والرفاه، وفق توجيهات القيادة الرشيدة لريادة المستقبل، وتعزيز مكانة الإمارات كوجهة عالمية رائدة للمستقبل المستدام في الرعاية الصحية، من خلال تحقيق رؤية الإمارات 2021 الهادفة إلى توفير نظام صحي بمعايير عالمية، باستخدام التكنولوجيا الذكية على ضوء مؤشرات وطنية ومعايير أداء، تمثل خارطة الطريق، نحو تبني أفضل الممارسات العالمية.
وأشار إلى أن اعتماد تقنية الواقع الافتراضي يأتي في إطار استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، والتي تعد الاستراتيجية الأولى من نوعها في المنطقة والعالم، وتهدف من خلالها إلى تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، وتعجيل تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية لبلوغ المستقبل، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات بحلول عام 2031.
وأوضح سعادته مزايا تقنية العالم الافتراضي VR باستخدام الذكاء الاصطناعي في العلاج الطبيعي وتوفير وسائل علاج للمرضى تواكب مسار التطور العالمي في إطار ترفيهي، وإتاحة الفرصة للمريض لاستكمال العلاج المنزلي من خلال النظام مع إمكانية إعادة التأهيل عن بعد. إضافة إمكانية قياس أداء المريض وتقييم النتائج من خلال بيئة آمنة للمريض و تقديم خيارات متعددة لممارسة التمارين.
وعلى صعيد علاج الجلطة الدماغية يقوم نظام الواقع الافتراضي (VR) بتقييم وتعزيز الأداء الحركي في الأطراف العليا المتأثرة من السكتة الدماغي. بالإضافة إلى نظام التدريب الحركي على جهاز المشي لإعادة تأهيل نمط المشي الصحيح ما بعد السكتة الدماغية. يتحرك المريض على سرعة مثبتة على منصة الحركة مع تغير البيئات الافتراضية يتم عرضها على الشاشة الأمامية لمحاكاة الأنشطة اليومية. وأما في مجال اضطراب التوازن، يمثل الواقع الافتراضي بديلاً آمنًا وفعالًا للعلاج التقليدي لتحسين التوازن الثابت لمن يعانون من اضطرابات التوازن. وأفاد المرضى بأنهم قد استمتعوا أثناء العلاج الافتراضي دون المعاناة من آثار جانبية، مما يزيد من التحفيز ومستوى الالتزام بالعلاج.
كما تستخدم هذه التقنية في علاج اضطرابات النمو عند الأطفال من ناحية ظهور تطورات إيجابية في كل من قدرات الأداء المدركة والرضا عن الأداء، فيما يتعلق بالمجالات الخاصة بالأنشطة اليومية وزيادة القدرة على اللعب والأنشطة الاجتماعية التي لم يستطيعوا المشاركة بها مسبقا. فيما يساعد العلاج الافتراضي مرضى الشلل الدماغي على إعادة تنظيم الدماغ والقدرة الحركية والمهارات الإدراكية البصرية، بالإضافة إلى المشاركة الاجتماعية والعوامل الشخصية، بينما أثبتت هذه التقنية في حالة متلازمة باركنسون ظهور تحسن ملحوظ في المهارات الحركية والقدرات الوظيفية ونوعية الحياة وتوازن المرضى خصوصاً في المتطلبات الحركية اليومية الخاصة بتعدي العقبات المسارية.