وقعت وزارة الصحة ووقاية المجتمع اتفاقاً مع الجمهورية الفرنسية لتدريب أطباء الدراسات العليا الإماراتيين في فرنسا، لتلبية الاحتياجات الصحية وتشجيع برامج التخصص الطبي على هيئة تدريب أساسي (شهادة الدراسات التخصصية) أو تدريب مستمر ( برامج الزمالة)، وذلك في إطارالتعاون الذي استهله الطرفان منذ 2008 بهدف تعزيز تخصص الأطباء الإماراتيين في فرنسا والنهوض بمعاهدات الصداقة وغيرها من الاتفاقات وبرتوكولات الاتفاق، وتشجيعًا على تطوير الشراكات بين المستشفيات الفرنسية والإماراتية.
جاء ذلك أثناء توقيع الاتفاق في ديوان الوزارة بدبي، يوم الإثنين 29 ابريل، حيث وقع سعادة عوض الكتبي الوكيل المساعد لقطاع الخدمات المساندة ممثلاً عن الوزارة، فيما حضر ممثلاً الجانب الفرنسي سعادة لودوفيك بوي سفير فرنسا في دولة الإمارات بحضور عدد من المسؤولين والمعنيين من الطرفين.
تطوير الكوادر الطبية المواطنة والتعليم الطبي المستمر
ويأتي توقيع الاتفاق المبرم لمدة 5 سنوات وقابلة للتجديد، في إطار تعزيز التعاون والشراكة بين دولة الإمارات وفرنسا، من خلال تبادل الخبرات وتعزيز الإمكانيات الطبية والمعرفية والبشرية، وتوسيع أطر الاستفادة من أواصر التعاون بين البلدين في مجال تدريب الأطباء، والاستفادة من الخبرة العريقة للمؤسسات
الطبية الفرنسية في المجال الصحي. بهدف تحسين وتطوير الخدمات الصحية المقدمة في مستشفيات الوزارة ولخدمة المرضى والطلبة والكوادر المواطنة في مجال الخدمات الصحية والتعليم الطبي المستمر.
وأكد عوض الكتبي أهمية التعاون مع المؤسسات الصحية الفرنسية والتوقيع على اتفاقيات مشتركة، مع أهم مراكز الأبحاث التخصصية الطبية في فرنسا، فيما يتعلق بتبادل المعلومات والخبرات، بما يتواكب وخطة الوزارة في تعزيز كفاءة الأطباء المواطنين بطرق مستدامة، وتفعيل روح البحث العلمي للمساهمة في تأسيس مراكز الأبحاث التخصصية بالدولة. لافتاً إلى أن الامارات تشكل نموذجا في الاستفادة من الخبرات العالمية وتوظيفها لتطوير كفاءة الكوادر الطبية الوطنية ورفع جودة خدمات الرعاية الصحية.
بناء شراكات محلية وعالمية فعالة
وأشار الكتبي إلى أن اتفاق تدريب الأطباء جاء ثمرة لقاءات وزيارات مع مسؤولي التدريب الطبي والبحث العلمي والمستشفيات الجامعية العريقة والمراكز العلاجية المتطورة في فرنسا لتدريب الأطباء على تقديم أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية، في مختلف التخصصات الطبية.
ولفت إلى حرص الوزارة على ابتعاث المتدربين إلى خارج الدولة لتطوير مهاراتهم وتعزيز الكفاءات الصحية وبناء شراكات محلية وعالمية فعالة، مع وجود مركز التطوير والتدريب التابع للوزارة الذي يتميز بجودة خدمات التدريب وإدارة المعرفة وتوفير بنية تحتية قوية ونظم تعلم ذكية. ويأتي ذلك متماشياً مع الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 في تطوير الخدمات الصحية وتطوير المنظومة الطبية.
وأعرب السفير الفرنسي عن سعادته باختيار فرنسا على رأس الدول التي تحرص الإمارات على ابتعاث أطبائها إليها للتدريب، لافتاً الى أن سمعة فرنسا الطبية مردها جودة الخدمات الصحية المقدمة، مؤكداً اهتمام الجانب الفرنسي ببناء شراكات فاعلة في مجال التدريب الطبي وإدارة المنشآت الصحية. وتبادل المعرفة والخبرات المستدامة وتفعيل البحث العلمي للمساهمة في تطور مراكز الأبحاث الطبية في الإمارات.
عناصر الاتفاقية
ويتضمن الاتفاق تدريب أطباء مقيمين من أجل تمكينهم من متابعة الدراسات العليا في الطب والحصول على شهادة الدراسات التخصصيةDES، حيث يبلغ العدد الإجمالي للأطباء الإماراتيين المخول لهم التسجيل من أجل تحضير شهادة الدراسات التخصصية 18 طبيبًا في كل سنة.
ويشكل الطرفان لجنة متابعة مكلفة تجتمع مرّة واحدة سنويًا على الأقل بهدف متابعة تنفيذ هذا الاتفاق، وسيقوم الطرف الفرنسي بإعداد تقرير بعد انتهاء كل جلسة من جلسات لجنة المتابعة، ويحيله إلى الطرف الإماراتي لاعتماده، بينما يرسل الطرف الإماراتي إلى لجنة المتابعة تقريرًا سنويًا بشأن دخول الأطباء الإماراتيين إلى نظام التدريب والخروج منه، فضلًا عن تقرير بشأن الوضع المهني للأطباء المتدربين الذين حازوا على شهادة الدراسات التخصصية في فرنسا في إطار هذا البرنامج بعد عودتهم إلى بلدهم .
متابعة التدريب
ويحصل الطبيب على تدريب نظري وعملي بدوام كامل في المستشفيات ضمن إطار البرامج التدريبية المتّفق عليها وفقًا للنظام الفرنسي، ويُنظّم التدريب على ثلاث مراحل متتالية وتدريجية. في المرحلة الأولى، وهي المرحلة التأسيسية، يكتسب الطبيب المعارف الأساسية الخاصة بالتخصص، إضافةً إلى مهارات شاملة ضرورية لمزاولة المهنة. أمّا في المرحلة الثانية، وهي مرحلة صقل المهارات، فيكتسب الطبيب معارف ومهارات معمّقة ضرورية لممارسة التخصص الذي يتابعه. وفي المرحلة الثالثة، وهي مرحلة تعزيز المهارات، يعمل الطبيب على تعزيز جميع المعارف والمهارات المهنية الضرورية لممارسة التخصص.