اختتمت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ممثلةً في إدارة التثقيف والتعزيز الصحي، الدورة الثانية من "الشيف الصغير"، البرنامج النوعي الهادف إلى تعزيز الوعي الصحي لدى الأطفال حول أهمية الغذاء الصحي وإكسابهم مهارات التسوق الصحي وتشجيعهم على اختيار البدائل الصحية. وشكل البرنامج النوعي، والذي أقيم بين 23 يوليو الفائت و16 أغسطس الجاري بالتعاون مع مفوضية مرشدات الشارقة، دفعة قوية لجهود الوزارة لتخفيض نسبة الأطفال الذين يعانون من السمنة إلى 12% بحلول العام 2021، تحقيقاً لمؤشر الأجندة الوطنية لـ "رؤية الإمارات 2021". وحضر حفل الاختتام مجموعة من الإعلاميين والفنان الاماراتي القدير عبدالله بو عابد والفنان القدير عبدالله الجفالي.
واستقطب "الشيف الصغير" مشاركة واسعة من الأطفال ضمن الفئة العمرية من 9 إلى 11 سنة، والذين تم ترشيحهم من قبل مفوضية مرشدات الشارقة ووزارة الصحة ووقاية المجتمع. وتخلل البرنامج تنفيذ سلسلة من الورش التفاعلية حول الغذاء الصحي والوجبة الخفيفة بإشراف طاهٍ محترف وأخصائي تغذية، فضلاً عن تنظيم رحلات توعوية، بما فيها رحلة ميدانية إلى مركز التسوق "لولو هايبر ماركت"، لتزويد الأطفال المشاركين بمعلومات وافية حول خطوات التسوق الصحي وكيفية قراءة البطاقة الغذائية لاختيار المنتجات الصحية. كما حظي المشاركون بفرصة زيارة شركة "ديل مونتي" للتعرف عن قرب على أسس ومعايير اختيار الخضروات والفواكه الطازجة.
وقالت الدكتورة فضيلة محمد شريف، مدير إدارة التثقيف والتعزيز الصحي: "يندرج برنامج "الشيف الصغير" في إطار البرامج النوعية التي تطلقها الوزارة لتشجيع تبني الأنماط الصحية والسلوكيات الوقائية والممارسات السليمة من قبل الأطفال في الدولة، التزاماً منها بتحقيق هدفها الاستراتيجي المتمثل في تعزيز أنماط الحياة الصحية لمجتمع الإمارات. ونواصل في الوزارة مساعينا الحثيثة لتنفيذ فعاليات توعوية من شأنها دعم الجهود الوطنية الرامية إلى تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية لـ "رؤية الإمارات 2021"، وعلى رأسها تخفيض معدلات الإصابة بالبدانة لدى الأطفال إلى 12% بحلول العام 2021."
من جهتها، قالت شيخة عبدالعزيز الشامسي، مدير مفوضية مرشدات الشارقة: "تكمن أهمية برنامج "الشيف الصغير" في كونها الأولى من نوعها في مجال نشر الوعي حول الطبخ الصحي وسلامة الغذاء لدى الأطفال. ويسعدنا نجاح الدورة الثانية، التي نظمتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع للعام الثاني على التوالي، في دفعة قوية باتجاه تعزيز مهارات الطهي الصحي لدى الفتيات وتحفيز ثقافة اعتماد الأطعمة الطبيعية، وتعريفهن بفوائدها الصحية، فضلاً عن تشجيعهن على مساعدة أسرهن في إعداد الطعام بالمنزل".
وأضافت الشامسي: "أردنا من خلال التعاون مع الوزارة في "الشيف الصغير" مواصلة تقديم كل ما هو جديد ومفيد للمنتسبات، من خلال التطبيق العملي، الذي يصاحبه توجيهات توعوية تبين للفتيات الأضرار الناجمة عن تناول الوجبات السريعة، وتهيأتهن ليسهمن في دورهن المجتمعي، لا سيّما فيما يتعلق بنشر الوعي حول ضرورة تجنب تناول المنتجات المصنعة وتبيان أضرارها على المدى البعيد. وكلنا ثقة بأّن البرنامج يمثل نقلة نوعية على درب الارتقاء بالوعي العام حول أهمية تبني أسلوب حياة سليم بهدف الوصول إلى مجتمع صحي، خال من الأمراض التي غالباً ما تكون نتيجة الإفراط في تناول الوجبات السريعة، وغيرها من الأطعمة التي تستخدم نكهات ووصفات مضرة".
وأوضحت نوف خميس، نائب مدير إدارة التثقيف والتعزيز الصحي، أن البرنامج أتاح للأطفال المشاركين فرصة الاشتراك معاً في ممارسة هواياتهم المحببة في الطبخ وصنع الوجبات والأطباق المفضلة لديهم، فضلاً عن التنافس ضمن أجواء إيجابية للفوز بلقب "الشيف الصغير"، مشيرةً إلى أنّ المسابقة شهدت تنافساً قوياً بين 27 مشارك لتحضير وإعداد وجباتهم المفضلة بطريقة صحية، ومن ثم تقييم الوجبات وفق معايير البرنامج التي يجب أن تحتوي فيه الوجبات على جميع المجموعات الغذائية، مشروطة باستخدام طرق الطبخ الصحي واختيار البدائل الصحية، والتي ستسهم في تحسين السلوكيات الصحية لديهم.
واشتملت شروط مسابقة "الشيف الصغير" على إعداد طبق صحي يحتوي على جميع المجموعات الغذائية، والالتزام بالوقت المحدد، فضلاً عن استخدام أفكار إبداعية في تقديم وعرض الأطباق بوسائل إبداعية. وتم تكريم الفائزين في الحفل الختامي وتقديم جوائز مالية للمشاركين من قبل "لولو هايبر ماركت" وجوائز عينية مقدمة من شركة "ديل مونتي".
ويجدر الذكر بأن وزارة الصحة ووقاية المجتمع تطلق العديد من البرامج والمبادرات التي تشجع المجتمع عموماً، والأطفال خصوصاً، على اتباع أسلوب حياة صحي ومكافحة أمراض السمنة، تماشياً مع استراتيجيتها الرامية إلى تمكين المجتمع من تبني أنماط حياة صحية، مثل الغذاء الصحي، وإكسابهم المهارات اللازمة ضمن بيئة داعمة للصحة، فضلا عن مشاركة المجتمعات ومؤسسات المجتمع المدني في برامج تعزيز الصحة