انجزت إدارة التمريض في وزارة الصحة ووقاية المجتمع المرحلة الثالثة من الدورة السادسة لبرنامج تأهيل قادة التمريض المعد والمعتمد من قبل مجلس التمريض العالمي "القيادة من أجل التغيير" والمقدم في أكثر من 40 دولة في العالم، ويهدف البرنامج، الذي تعتبر الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط تقوم بتطبيقه، إلى تعزيز المهارات القيادية للكوادر التمريضية الوطنية وتمكينهم من إحداث التغيرات الاستراتيجية المساندة لدور مهنة التمريض في تحقيق رؤية الإمارات للعام 2021 بتوفير نظام صحي بمعايير عالمية، واستجابة لتوصيات الحملة العالمية "التمريض الآن".
دعم أعضاء الهيئة التمريضية
وأكد سعادة الدكتور يوسف محمد السركال الوكيل المساعد لقطاع المستشفيات في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن مهنة التمريض والقبالة من الأركان الأساسية في نظم الرعاية الصحية، وتلعب دوراً هاماً وحيوياً في دعم التغطية الصحية الشاملة، مؤكداً أهمية التأهيل المستمر للكوادر التمريضية والقبالة لمواكبة المواصفات الصحية العالمية. ولفت إلى استحداث الوزارة تخصص معلوماتية التمريض توافقاً مع المسارات العالمية، ليبرز دور ممرضي المعلوماتية في متابعة مؤشرات الأداء الإكلينيكية الخاصة بمهنة التمريض وتطبيق الخطط التحسينية الملائمة، بما يدعم تقديم الرعاية التمريضية عالية الجودة والمطابقة للمعايير المحلية والعالمية.
وأشار سعادة السركال إلى أن البرنامج يعزز من قدرات المنتسبين على المساهمة بشكل فعال في وضع وتقييم السياسات الوطنية الصحية، وتصميم المشاريع الهادفة لتطوير مهنة التمريض، وتطوير قدرات القيادة والإدارة في مجال التمريض والخدمات الصحية، للتأثير على تطور المهنة والنهوض بالسياسات الصحية. منوهاً إلى أن هذا البرنامج يدعم المبادرة الوطنية لتعزيز جاذبية التمريض، الهادفة لاستقطاب الكوادر المواطنة على مستوى الدولة، مما يساهم في توفير رعاية صحية متميزة تلائم بيئة وثقافة الدولة، وتساعد على تطبيق خطط توطين المهنة بشكل مناسب من أجل تقديم خدمات تمريضية بجودة عالية.
تعزيز المهارات القيادية للممرضات
من جانبها أشارت الدكتورة سمية البلوشي مدير إدارة التمريض إلى أن الهدف من برنامج "القيادة من أجل التغيير" هو تعزيز المهارات القيادية للممرضات على جميع المستويات، وتزويدهن بالمعرفة المتقدمة للمساهمة بفعالية وكفاءة في إدارة الرعاية الصحية في الإمارات، من خلال ورش عمل وأنشطة تعليمية عن بعد بالإضافة لمشاريع وأبحاث تمريضية.
وأوضحت الدكتورة البلوشي أن المخرجات الرئيسية للبرنامج تشمل إبراز دور التمريض في تطوير السياسات الصحية وتطوير المهارات والكفاءات والتخطيط بشكل استراتيجي، والإدارة الفعالة، وفهم متطلبات المنظمات الدولية، وتطوير المهارات والخصائص القيادية وتطبيقها، من خلال تحقيق نتائج ملموسة تكون قادرة على التعبير عن قيمة التمريض لجميع الأطراف المعنية وأصحاب القرار.
ولفتت إلى أن مهنة التمريض والقبالة تلعب دوراً متصاعداً في تطوير سياسة الرعاية الصحية في المستقبل، بالتوازي مع الاحتياجات المتغيرة للرعاية الصحية من خلال تطوير الأسس والمنهجيات الخاصة بمهنة التمريض ومهاراتها المتخصصة، والتي ستؤدي لخلق فرص غير مألوفة وجديدة بالنسبة للممرضات والقابلات القانونيات، للمساهمة بشكل أكبر في منظومة الرعاية الصحية.
ويتكون البرنامج من ورشتي عمل خلال السنة الواحدة، ويتم خلال الورشة تقديم عدد من المحاضرات وورش العمل التي من شأنها تطوير المهارات القيادية للمنتسبين، ويقوم المنتسب باختيار مشروع يصب في مخرجات الأجندة الوطنية والخطة الاستراتيجية لإدارة التمريض ووضع خطة التنفيذ وتطبيقها ضمن فريق العمل مع وجود مرشد محدد لتوجيه الفريق.
وبعد انتهاء الورشة الثانية يتم تخريج المنتسبين بحصولهم على شهادة تخرج من قبل مجلس التمريض العالمي، بالإضافة إلى 60 ساعة دولية معتمدة من برنامج التعليم الطبي المستمر صالحة لمدة 5 سنوات، وعضوية مدى الحياة في مجلس التمريض العالمي.
ويتم اختيار المنتسبين بعد استيفائهم معايير ومتطلبات محدده مثل التحلي بالدافع والالتزام للمساهمة في تطوير وتحسين جودة الرعاية الصحية، والقدرة على تنفيذ الاستراتيجيات اللازمة لذلك، بالإضافة إلى امتلاكهم المهارات الأساسية في اللغة الإنجليزية، كما يجب أن يملك المنتسب ما لا يقل عن 5 سنوات عمل قبل التقاعد.
الجدير بالذكر أن برنامج تأهيل قيادة التمريض انطلق في عام 1995، وبدأ تطبيقه في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2002 وتم تخريج 124 منتسب من التمريض وفئات فنية أخرى ومنهم عدد 17 مدربه مواطنة.