كشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن تطوير خدمات العيادات التخصصية وتحويلها إلى إلكترونية باستخدام تقنيات المعلومات والاتصالات الرقمية ضمن منظومتها العلاجية للتطبيب عن بعد في كافة مستشفياتها، استجابة للإجراءات والتدابير الاحترازية للوقاية من "كورونا"، لتشمل جميع الاختصاصات الطبية والتمريضية والصيدلة والخدمات الطبية المساندة، من خلال تقديم الخدمات العلاجية والمشورة الطبية للمرضى عن بعد، دون الحاجة الى مراجعة المستشفيات، في نمط محاكاة لنوعية الخدمات الطبية المعهودة. وتمكنت خدمات العيادات الإلكترونية منذ بدء تنفيذها من تقديم رعاية صحية بجودة وكفاءة عالية، حيث وصل عدد المستفيدين منها إلى أكثر من 15 ألف مريضاً.
وفي إطار حرص الوزارة على تعزيز التواصل بين المرضى وذويهم، وفرت المستشفيات خدمة الزيارات الافتراضية عن بعد لتقليص المسافات وتمكين المرضى من التواصل مع أهلهم باستمرار، بما يسهم في رفع معنوياتهم وينعكس إيجابياً على حالتهم الصحية. وذلك بالاستناد إلى الحلول التكنولوجية المبتكرة التي وظفتها الوزارة في مجال تعزيز الصحة الرقمية. واستجابة لتعليمات التباعد الجسدي وحماية المرضى والموظفين ضمن الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية للحد من العدوى.
خدمات صحية متعددة التخصصات
وتشمل خدمات العيادات الإلكترونية كافة التخصصات الحيوية، كالقلب والأطفال والباطنية والتغذية والعلاج الطبيعي، كما تضم خدمات الصحة النفسية عن بعد، والتي تتضمن الاستشارات الطبية النفسية والاجتماعية وبرامج التأهيل لمرضى قسم الإدمان، وأقسام الأمراض النفسية الأخرى والطب النفسي المجتمعي من الفئات العمرية المختلفة، كالبالغين وكبار السن والأطفال والمراهقين، بالإضافة إلى خدمة توصيل الأدوية إلى المرضى في منازلهم بمختلف مناطق الدولة، وذلك لضمان استمرارية تقديم الخدمات العلاجية في ظل الظروف الراهنة.
ويأتي تفعيل العيادات الإلكترونية والتطبيب عن بعد " تواصل مرئي وسمعي" في الوزارة لتقديم الخدمات الطبية للملتزمين بالبقاء في المنزل، إلا لبعض الحالات التي يتوجب حضورها للمعاينة المباشرة من قبل الطبيب المعالج وفقاً لمعايير محددة، في إطار حرص الوزارة على ضمان استمرارية تقديم الخدمات الصحية للمرضى، بهدف التوسع بحزمتها الواسعة من خدمات التطبيب عن بعد، استجابة للاجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، لمنع العدوى من خلال خفض عدد المراجعين في المستشفيات، وذلك بعد تحقيقها نتائج ناجحة في برامج سابقة في مجال الروماتيزم والتهابات المفاصل والعناية المركزة، وخدمة مراقبة ومعالجة مرضى السكري عن بعد، ومراقبة المؤشرات الحيوية للجسم، وتقنية الحوسبة السحابية لمرضى الاكتئاب.
توظيف الحلول الذكية في الخدمات العلاجية
وأكد سعادة الدكتور يوسف محمد السركال وكيل الوزارة المساعد لقطاع المستشفيات مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية أن إعادة هندسة وابتكار خدمات التطبيب عن بعد من خلال العيادات الإلكترونية المستحدثة، يأتي في إطار الاستجابة للتوجهات الحكومية، بضرورة التوظيف الأمثل للحلول الذكية في الخدمات العلاجية والوقائية للتصدي لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). مؤكداً حرص الوزارة على تطوير أدوات عمل مبتكرة وخدمات ذكية تتناسب مع مختلف الظروف، لتوفير خدمات استشارية صحية وعلاجية مع المحافظة على جودة الخدمات الصحية، من خلال توظيف التقنيات الذكية في مجال رقمنة الخدمات الصحية وفق أرقى الممارسات العالمية، وتعزيز آليات دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الطبية، كمنهج نمطي لمستشفى المستقبل الافتراضي، تنفيذاً لاستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات بما ينسجم ومئوية الإمارات 2071.
منشآت الوزارة مؤهلة لتطبيق التطبيب عن بعد
وأشار الدكتور السركال إلى أن المبادرة تأتي انطلاقاً من حرص الوزارة على استمرارية تقديم الخدمات الصحية بدون انقطاع لتحقيق صحة وسلامة حياة أفراد المجتمع، والاستفادة من البنية التحتية التكنولوجية التي تم تطويرها على مراحل في الفترة السابقة، بناء على برامج ومؤشرات أداء، لمواصلة الخدمات بالاعتماد على تقنيات التواصل عن بعد. لافتاً سعادته إلى أن الوزارة قادرة على تخطي كل الأزمات والتحديات من خلال التطوير المستمر لأدواتها وخدماتها، والعمل متواصل لتوظيف كل طاقات وإمكانيات الوزارة لتعزيز التواصل مع المرضى، بسلسلة متجددة من الخدمات والمبادرات النوعية وذات القيمة المضافة، لجعل خدمات الصحة النفسية سهلة الوصول إليها من كافة فئات المجتمع ووفق أعلى المستويات وأفضل الممارسات.
توفير رعاية صحية عالية الجودة
من ناحيتها أشارت الدكتورة كلثوم البلوشي مدير إدارة المستشفيات، إلى أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع قامت بتوظيف أحدث التقنيات التكنولوجية في نظام التطبيب عن بعد، بهدف توفير رعاية طبية عالية الجودة للمرضى، وذلك من خلال تقديم استشارات طبية عن بعد للمرضى على مدار الساعة، ما يساهم في خفض نسبة الإصابة بالعدوى. ونوهت إلى أن خدمات التطبيب عن بعد المراقبة الصحية عن بعد التي أطلقتها الوزارة خلال السنوات الماضية، تشكل ركيزة أساسية في دعم الممارسات الوقائية للمنظومة الصحية في دولة الإمارات.
وأكدت أن المستشفيات تمتلك مؤهلات وقدرات في مجال التطبيب عن بعد، سواء من حيث توافر البنية التحتية التكنولوجية لتلبية متطلبات هذه الخدمة، أو تواجد كادر طبي وتقني مؤهل للتعامل مع خاصية التطبيب عن بعد، في الوقت الذي تواجه المنشآت الصحية في العالم العديد من التحديات الصحية، من أهمها تجنب الإصابة بعدوى فيروس كورونا، وأي أمراض معدية أخرى. وقالت إن خدمات التطبيب عن بعد تعتبر الحل الأمثل لمواجهة الأمراض في ظل "كورونا".
قناة تواصل لتقديم الإرشاد النفسي
من جهتها أوضحت الدكتورة منى الكواري مدير إدارة الرعاية التخصصية النفسية، أن مستشفى الأمل للصحة النفسية بدأ بتقديم الخدمات النفسية عبر الهاتف منذ فترة، والتي تشمل التقييم النفسي والاجتماعي والإرشاد النفسي، وأطلقنا مؤخراً خدمة التطبيب النفسي عن بعد باستخدام الوسائل المرئية والمسموعة، لتعزيز التواصل واستقبال استفسارات الجمهور من جميع مناطق الدولة، في بيئة آمنة وخصوصية تامة تضمنها هذه الخدمة، نقدم من خلالها النصح والإرشاد من قبل أخصائيين نفسيين يقومون بالرد على هذه الاستفسارات ومساندة المرضى النفسيين وأسرهم للتقليل من مخاطر الانتكاس، والتخفيف من عبء الاضطرابات والمشاكل النفسية المصاحبة لتغيير الروتين اليومي.
وأضافت د الكواري أن المبادرة تأتي في إطار سلسلة من الخدمات التي تم تفعيلها لتقديم الدعم النفسي لأفراد المجتمع، كتوفير خدمة توصيل الدواء الى المرضى في منازلهم، ومبادرة معكم عن قرب لتقديم الحلقات التوعوية النفسية والعامة عبر "انستجرام لايف" التابع لحساب وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وأيضاً تفعيل دور الاستشارات النفسية المجتمعية.