كشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن توفر تطبيق "ميدو باد" الرقمي ، لمراقبة المؤشرات الحيوية للجسم والمراقبة عن بعد وفق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل المعلومات و الحصول على رؤى تنبؤية تُمكِن من الكشف المبكر عن المضاعفات والظروف الصحية المهددة لحياة المرضى، وذلك ضمن مشاركاتها في معرض ومؤتمر الصحة العربي الذي تقام فعالياته في مركز دبي التجاري العالمي بين 28 إلى 31 يناير.
ويقوم التطبيق الذي تم تصميمه وفقاً لاحتياجات كل مجموعة من مجموعات المرضى بجمع البيانات عن طريق أجهزة متصلة بالمنصة، ويدعم الإدارة الذاتية عن طريق لوحة تحليلات متوفرة على نظامي iOS وأندرويد، على تعقب المقاييس الأكثر حيوية وأهمية بالنسبة للعناية بحالات المرضى الخاصة. حتى تتمكن فرق العناية الطبية من تقديم رعاية أفضل وأكثر مواءمة مع احتياجات كل شخص، من خلال تحليل وإظهار البيانات الخاصة بكل مريض والقدرة على توثيق بيانات المرضى عن بُعد ومراجعة الملاحظات.
كما يشتمل التطبيق على مجموعة شاملة من المحتوى التعليمي والتوعوي من أجل دعم المرضى، و تشمل طيفاً واسعاً من الأمراض النادرة والمعقدة والمزمنة مثل السرطان و التصلب المتعدد و أمراض الكلى و القلب و الداء الرئوي المزمن و داء باركينسون و الرعاية الطبية قبل العمليات الجراحية وبعدها و غيرها من الأمراض.
الصحة الرقمية ومستشفى المستقبل
و أكد سعادة الدكتور يوسف محمد السركال الوكيل المساعد لقطاع المستشفيات على أهمية اعتماد هذه التقنية، في إطار التحول النوعي للوزارة إلى تقنيات الصحة الرقمية و إمكانية تطبيق فكرة مستشفى المستقبل في المنزل، لتعزيز حرص الوزارة على استشراف مستقبل الرعاية الصحية بتوظيف التقنيات المبتكرة والذكية لتعزيز الخدمات الصحية في مستشفيات الوزارة إلى مستويات تنافسية مرموقة باستخدام تقنيات جديدة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وتلبية احتياجات المرضى وفق استراتيجية الوزارة نحو تقديم رعاية صحية و بناء أنظمة الجودة والسلامة العلاجية والصحية وفق المعايير العالمية، لتحسين نتائج المؤشرات الوطنية المتعلقة بجودة الحياة الصحية وفق أهداف الأجندة الوطنية 2021.
و لفت السركال إلى أن الوزارة سبّاقة عالمياً في تطبيق هذه التقنية المبتكرة في إطار استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي و التحليل التنبؤي للبيانات، مما يسهم في دعم القرارات الطبية في المستقبل بدرجة أكبر والمتابعة الاستباقية لحالة المرضى عن بعد، و تقديم الرعاية الصحية الوقائية، بالإضافة إلى خفض تكاليف الرعاية الصحية.
نماذج مبتكرة لرعاية المرضى عن بعد وتقليل الضغط على المستشفيات
من ناحيتها أوضحت الدكتورة كلثوم البلوشي مدير إدارة المستشفيات أن هذا التقنية المبتكرة تسهم بتحسين جودة خدمات رعاية المرضى و تتيح للأطباء متابعة المرضى عن بعد داخل المستشفيات وخارجها؛ وذلك في إطار سعي الوزارة إلى إحداث تحول في مجال الرعاية الصحية للمرضى باستخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة التي تستفيد من البيانات الطبية لتطوير نماذج مبتكرة لرعاية المرضى عن بعد، حيث يمضي المصابون بأمراض مزمنة أو نادرة 95 % من وقتهم خارج المستشفى، مما يحجب البيانات الطبية الحيوية للمرضى عن فرق الرعاية الطبية.
وأشارت د كلثوم إلى أن هذه التقنية تسهم في تقليل عدد المراجعات للمستشفيات ومدة البقاء في المستشفى، و زيادة درجة تفاعل المرضى مع ممارسي الرعاية الصحية في علاجهم و زيادة وعيهم ومعرفتهم بالمرض والتوجيهات العامة بشأن التعامل معه، و المراقبة المنتظمة لمنع لتفاقم المرض ومضاعفاته قبل العمليات الجراحية وبعدها. حيث تشير الدراسات إلى أن توفير برنامج تأهيل سريري مسبق وواقعي في المنزل للمرضى المقدمين على عمل جراحي، يمكن أن يحسن القدرة الوظيفية ويقلل مدة إقامة المريض في المستشفى. والحدّ من مضاعفات العمل الجراحي والحالات المرضية المرتبطة بالعلاج.