طباعة مشاركة
تم استرداد المحتوى من Sharik
5 ديسمبر 2025
حياة
وزارة الصحة ووقاية المجتمع: ندوة زراعة الأعضاء في دول الخليج ترسم ملامح منظومة موحدة

نظّمت وزارة الصحة ووقاية المجتمع ندوة زراعة الأعضاء لدول مجلس التعاون الخليجي في دبي، بمشاركة ممثلين عن وزارات الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي ونخبة من الخبراء الإقليميين والدوليين في مجال التبرع وزراعة الأعضاء بالتعاون مع شركة TransMedics العالمية. وذلك في إطار جهود الوزارة لتطوير البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء البشرية والأنسجة "حياة"، وبناء منظومة مستدامة تعتمد على التشريعات الموحدة والبنية التحتية الرقمية الحديثة وتعزيز التكامل الخليجي في هذا المجال الحيوي بما يواكب أفضل الممارسات العالمية.

حضر الندوة سعادة الدكتور أمين الأميري الوكيل المساعد لقطاع التنظيم الصحي في وزارة الصحة ووقاية المجتمع والمشرف على البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء البشرية والأنسجة والدكتور وليد حسنين، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة TransMedics العالمية والدكتور علي العبيدلي رئيس اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء البشرية والأنسجة، والدكتورة ماريا غوميز مديرة المركز الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء البشرية والأنسجة، وممثلين عن الجهات الصحية بالدولة والمستشفيات الحكومية والخاصة المعتمدة في عملية زراعة الأعضاء.

نحو تكامل خليجي

وشهدت الندوة نقاشات موسعة تناولت آليات توحيد المعايير وتبادل الخبرات، وسبل بناء منظومة إقليمية موحدة للتبرع وزراعة الأعضاء، ترتكز على التكامل التشريعي والتقني واللوجستي بين الدول الأعضاء. وأكدت الجلسات على أهمية توحيد المعايير الطبية والإجرائية وتطوير آليات تبادل البيانات والخبرات، لضمان سرعة الاستجابة لحالات الزراعة العاجلة، وتعزيز كفاءة  الاستفادة من الأعضاء المتبرع بها. كما ناقش المشاركون إمكانية إنشاء سجل خليجي مشترك للمتبرعين والمرضى، وربط مراكز الزراعة بشبكة رقمية موحدة تتيح التنسيق بين الفرق الطبية على مستوى دول الخليج.

محاور الندوة

وتضمنت الندوة عروضاً تقنية حول برنامجOCS  الوطني في الولايات المتحدة، ورؤية لتطبيقه في دول الخليج، بالإضافة إلى مناقشات حول تأسيس شبكة لوجستية مخصصة لنقل الأعضاء، وتطوير منظومة رقمية متكاملة تدعم عمليات الزراعة والتوثيق، بما يعزز كفاءة الأداء ويرفع معدلات الاستفادة من الأعضاء المتبرع بها. كما تناولت الندوة أهمية إرساء بنية تحتية موحدة تشمل التشريعات والأنظمة التقنية وآليات التنسيق بين الجهات الصحية، لضمان سرعة الاستجابة وجودة الخدمة وتعزيز ثقة المجتمع بمنظومة التبرع على مستوى دول الخليج.

منصة محورية

وأكد سعادة الدكتور أمين الأميري أن هذه الندوة تعد منصة محورية لصياغة مستقبل زراعة الأعضاء في دول الخليج، من خلال تبني منظومة تنظيمية وتشريعية موحدة تُسهم في رفع كفاءة الخدمات وتسريع الاستجابة للحالات الحرجة. وأكد أن الإمارات ملتزمة بالعمل مع الشركاء الخليجيين لبناء نموذج رائد يعزز ثقة المجتمع ويرسخ مكانة المنطقة كمركز عالمي في مجال التبرع وزراعة الأعضاء.

وأضاف سعادته أن دولة الإمارات تعمل عبر البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء البشرية والأنسجة "حياة"، على بناء نموذج تشغيلي متكامل يربط التشريعات باحتياجات المجتمع، ويعتمد على البيانات والأنظمة الرقمية الحديثة لتطوير مستوى الشفافية ورفع كفاءة العمليات. وأضاف أن توحيد التشريعات والأنظمة التقنية واللوجستية على مستوى الخليج سيقود إلى إنشاء منظومة متجانسة قادرة على إدارة عمليات التبرع والنقل والزراعة وفق أعلى المعايير العالمية.

منظومة متكاملة

وقال الدكتور علي العبيدلي: "تمثل هذه الندوة إطاراً استراتيجياً نحو بناء شبكة خليجية موحدة للتبرع بالأعضاء، ترتكز على التشريعات الموحدة والأنظمة الرقمية المتقدمة وتوحيد المعايير وتبادل الخبرات. وتعد الندوة نقلة نوعية لتسريع الأداء ورفع جاهزية الفرق الطبية في دول الخليج، وضمان انتقال الأعضاء ومعالجتها وفق منظومة موحدة تضمن أعلى درجات الكفاءة والشفافية، بما يُسهم في رفع معدلات التبرع وتحقيق أفضل النتائج السريرية ومنح المرضى فرصة حقيقية لحياة جديدة."

 

وأضاف العبيدلي أن منظومة زراعة الأعضاء في الإمارات أصبحت نموذجاً متكاملاً يحقق تنسيقاً عالياً بين الجهات الصحية والتشريعية واللوجستية والتقنية. وأن برنامج "حياة" منصة وطنية يجسد  التزام الدولة الأخلاقي والإنساني تجاه المرضى وعائلاتهم، مؤكداً حرص الإمارات على دعم إنشاء منظومة خليجية متميزة، من خلال قدراتها وخبراتها الطبية لرفع معدلات التبرع وتسريع عمليات النقل والزراعة وتعزيز ثقة المجتمع.

حلول رقمية ولوجستية

من جهتها أكدت الدكتورة ماريا غوميز أن برنامج "حياة" نجح في رفع معدلات التبرع بالأعضاء سواء من حيث الوعي المجتمعي أو الجاهزية التقنية واللوجستية. ونواصل الجهود بثقة نحو بناء منظومة متكاملة مدعومة بالتشريعات الحديثة والبنية التحتية الرقمية والتعاون الخليجي والدولي. وأضافت: " شهدت الندوة استعراض حلول رقمية ولوجستية مبتكرة، أبرزها برنامج  OCS الذي يفتح آفاقاً جديدة لتعزيز الاستفادة الكاملة من الأعضاء، وتسريع عمليات النقل والزراعة وتحقيق نتائج سريرية أفضل. بما يدعم برنامج "حياة" كمشروع وطني ورسالة إنسانية تتجاوز الحدود، ونتطلع من خلال هذه الندوة إلى تحويل هذه الرسالة إلى واقع على مستوى الخليج."

خارطة طريق

وأكد الحضور أن تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء في المجتمعات الخليجية يتطلب جهوداً تكاملية تشمل التوعية المجتمعية والتأهيل المهني وتوفير البنية التحتية اللازمة إلى جانب دعم تشريعي مستدام. وقد تم الاتفاق على مواصلة الحوار الفني والمؤسسي بين الجهات المعنية لوضع خارطة طريق مشتركة لتفعيل التعاون الخليجي في هذا المجال الحيوي والإنساني.

هل وجدت هذا المحتوى مفيدًا؟

يمكنك مساعدتنا على التحسين من خلال تقديم تعليقاتك حول تجربتك